أكد رئيس تحالف أحزاب المعارضة السودانية فاروق أبو عيسى أن وثيقة "الفجر الجديد" تمثل مشروعًا للتدارس بين الأحزاب السياسية المعارضة، وأنها لم تحدث حالة من التصدع بين أركان المعارضة السودانية، معبرًا عن أسفه لإعلان بعض الأحزاب منفردة عن رفضها للوثيقة الداعية لإسقاط النظام، ومن بينها حزب "الأمة" بقيادة الصادق المهدي، و"المؤتمر الشعبي" بقيادة حسن الترابي، رغم أن أعضاء من الجزبين قد حضروا اجتماع كمبالا، ووقعوا على الوثيقة بالإنابة عن أحزابهم. وكشف أبو عيسى في تصريحات لـ"العرب اليوم"، الأحد، عن أنه توجه برسالة لأعضاء "الجبهة الثورية"، طالبهم من خلالها بقراءة موقف الأحزاب الشمالية من الوثيقة، خاصة الأحزاب التاريخية (الأمة والشيوعي والمؤتمر الشعبي)، وكيف رفضت هذه الأحزاب وثيقة "الفجر الجديد"، مؤكدًا على أن الإصرار على كتابتها والتمسك بها من قبل "الجبهة الثورية" سيضر بتحالفات المعارضة، التي رأى أبو عيسى أن يجب أن يتم التركيز على توحيدها وتماسكها لإزالة النظام الحاكم في السودان. من جانبه، انتقد القيادي في حزب "الأمة" ومساعد الرئيس السابق مبارك الفاضل المهدي تنصل قيادات المعارضة من وثيقة "الفجر الجديد"، التي وقعتها المعارضة مع "الجبهة الثورية" في العاصمة الأوغندية كمبالا أخيرًا، مشيرًا إلى أن ممثلي الأحزاب الذين شاركوا في اجتماع كمبالا قد جاءوا بتفويض وتنسيق كامل مع قياداتهم، بالإضافة إلى مشاركتهم في وضع الوثيقة، ودعا مبارك المهدي في ورقة بعنوان "وثيقة الفرصة الأخيرة، الخلفية والأسرار" قيادات الأحزاب بتقدم الصفوف لقيادة الثورة الشعبية لإسقاط النظام، أو الترجل وإفساح المجال لمن هم أقدر على القيادة والتضحية، وناشد النظام الحاكم بمواجهة الواقع، واغتنام هذه الفرصة للترجل سلميًا، قائلاً "لم يعد هناك مجال للمناورة أو استخدام الوسائل المجربة البالية، من اعتقال وإرهاب وتهديد بحل الأحزاب، فإذا ذهبتم في هذا الطريق وعدتم إلى المربع  الأول فستكون النتيجة هي دفع كل القوى السياسية في اتجاه العمل المسلح، كما حدث في ليبيا وسورية، فهذه هي الفرصة الأخيرة للانتقال السلمي، قبل انفجار الثورة، فإما قبول إجماع أهل السودان في هذه الوثيقة، والعمل على نقل السلطة طوعًا إلى الشعب عبر القوات المسلحة، كما حدث في مصر وتونس واليمن، وإما مواجهة الشعب السوداني". وكان حزب "المؤتمر الشعبي" بقيادة حسن الترابي قد أعلن اعتراضه على وثيقة "الفجر الجديد"، في حين أنه وصف اجتماع كمبالا بأنه "يدعم مسيرة القوى السياسية، وخطواتها نحو تغيير النظام"، وقال الأمين السياسي للحزب كمال عمر عبد السلام في حديث له في المركز العام للحزب في الخرطوم "إن المؤتمر الشعبي مستمر في مشروعه الرامي لإسقاط النظام، عبر الحوار مع التيارات المعارضة كافة"، كما انتقد عمر اعتقال النظام لبعض قيادات المعارضة التي وقعت على "الفجر الجديد" في كمبالا. يذكر أن الرئيس السوداني عمر البشير قد شن الجمعة الماضي هجومًا لاذعًا على الوثيقة، ووصف الذين شاركوا في اجتماع كمبالا بـ"الخونة والعملاء"، وقال أن "السودان لن يحكمه أحد بمباركة أميركا أو كمبالا".