الجزائر ـ سناء سعداوي
انشقّ قياديون بارزون في أربعة أحزاب جزائرية معارضة، عن التشكيلات التي ينتمون إليها، في مشهد يذكّر بما عُرف بـ "المؤامرات العلمية" التي فجّرت أحزابًا جزائرية كثيرة في السنوات الماضية. وتوالت الانشقاقات في كلّ من أحزاب: "العمال" و"جيل جديد" و"التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية" و"حركة مجتمع السلم" (الإخوان).
وأعلن القيادي البارز في "مجتمع السلم" الهاشمي جعبوب، استقالته من الحركة ومن منصبه نائبًا لرئيسها عبدالرزاق مقري. وكان جعبوب التحق بالمكتب التنفيذي للحركة بصفته نائبًا للرئيس، في أعقاب مؤتمرها العام في آيار (مايو) 2013، بعدما تولى مناصب حكومية عدة، كان آخرها وزيرًا للتجارة، وكان من أبرز مؤيدي قطع "الحبل السري" مع الحكومة والتحالف الرئاسي.
وعزت مصادر مقرّبة من الحركة الاستقالة إلى عدم رضا جعبوب عن خطها السياسي، ولم تكن حركة "مجتمع السلم" في معزل عن انشقاقات متشابهة ومتزامنة، في صفوف أحزاب رفعت سقف معارضتها للسلطة، إذ أعلن "التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية"، عزل القيادي البارز نور الدين أيت حمودة، وهو شخصية لطالما أحاط بها الجدل في الساحة السياسية.
ويتبنى أيت حمودة خطابًا حادًا في اتجاه منظومة الحكم، ومن أبرز ما طرحه من نقاط في دوافع انشقاقه، ما سمّاه اقتراب القيادة الحالية لـ "التجمع" من الحزب الحاكم في شكل يثير أسئلة كثيرة، هذا على رغم أن "التجمع" منخرط في "تنسيقية الانتقال الديموقراطي" المعارضة.
ومن الواضح في أسلوب "المعركة " داخل هذه الأحزاب، أن الأجنحة المتصارعة تستعير أسلوب "المؤامرة العلمية" التي أطاحت الراحل عبدالحميد مهري من على رأس "جبهة التحرير" (الحزب الحاكم) منتصف التسعينات، بعدما خُيِّل للسلطة أن الرجل يقود "الجبهة" إلى طريق غير الذي رسم لها، وهو أسلوب تكررت أعراضه داخل أحزاب سياسية كثيرة تخبّطت في أشكال متفرّقة من الخلافات التي تطورت إلى انقلابات هيكلية موروثة من المناورات والمساومات، وغالبيتها على علاقة بـ "مزاج" السلطة.
ويقرأ متابعون هذا النوع من "الاحتجاجات" داخل كبرى الأحزاب المعارضة، أنه صورة منعكسة لطبيعة الخلافات بين النخب الحاكمة حول رجل المرحلة المقبل.
وعلى صعيد حزب "العمال" الذي تقوده اليسارية لويزة حنون، أعلن النائب البرلماني وعضو المكتب الوطني سليم لباطشة، عن إطلاق حركة تصحيحية داخل الحزب بسبب ما اعتبره "القيادة المتفردة" من المسؤولة الأولى. واللافت، أن انشقاقه أتى في سياق حملة عنيفة ضد حنون منذ رفعت مطلب لقاء الرئيس بوتفليقة لـ "التأكد إن كان هو من اتخذ قرارات تضرب السيادة" كما قالت.
وفي حزب "جيل جديد" الذي يقوده المعارض سفيان جيلالي، انشقّ قياديان بارزان، بينهما سفيان صخري مسؤول الإعلام، في شكل مفاجئ. ووصلت الخلافات داخل هذا الحزب الى كواليس المحاكم، بسبب اتهامات "كبيرة" متبادلة بين قيادييه.