مُسلّحي الحراك التهامي

انهارت الهُدنة بين القبائل ومُسلّحي جماعة أنصار الله الحوثي في محافظة إب، وسط اليمن، بعد ساعات من اتفاق شفهي بين الأطراف لم يصمد طويلاً.

وتجدّدت الاشتباكات، صباح السبت، بين المُسلّحين الحوثيين ورجال القبائل في مديرية يريم في محافظة إب؛ بعد أنَّ نصب مسلحين قبليين كمينًا لقافلة تعزيزات عسكرية وبشرية تابعة لجماعة الحوثي في منطقة "يريم"، وهي في طريقها من ذمار إلى مدينة إب، ومنعوها من الوصول إلى وجهتها.

وخرجت صباح السبت مسيرة لمُسلّحي الحراك التهامي، تُطالب بطرد الحوثيين من المحافظة وأمهلتهم 24 ساعة لمغادرة المدينة.

وجابت المسيرة عددًا من شوارع محافظة الحديدة مندّدة بما وصفته "احتلال" أنصار الله الحوثيين للمحافظة، ودعت زعيم جماعة أنصار الله الحوثيين سحب ميليشياته من المحافظة.

وفي إب خرج مئات الآلاف تطالب بخروج مليشيات جماعة أنصار الله الحوثي من المحافظة، وجاء ذلك بعد اشتباكات عنيفة شهدتها المحافظة بين مُسلّحين من جماعة أنصار الله الحوثي وبين مُسلّحين قبلية.

وتمدُّد أنصار الله الحوثيين يُنذر بتوسَّع الحرب الدائرة ضدهم في عدد من المحافظات اليمنية، بعد تشكيل عدد من اللجان الشعبية والمسلحين القبليين للتصدي لما أسموه التوسع الحوثي في مدنهم ورفضهم لسيطرة الحوثي على المدن.

ومن جهته، اعتبر الناشط في الحراك التهامي، أيمن جرمش، خلال تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ تواجد الحوثي يُعد خطرًا ليس على تهامة فقط بل على المنطقة العربية؛ كونها تطلّ على متنفس الوطن العربي من باب المندب إلى ميدي شمالًا والحراك التهامي يرفض ذلك التهديد للأمن الداخلي والدولي".

ووصف "جرمش" الحوثيين بالمحتلّين لتهامة وهو تكريس لاحتلال العام 1920 من قبل الإمام الزيدي، على حد قوله.

وعن جدية التهديد الذي أطلقه الحراك التهامي، أوضح: "في حال لم يستجب الحوثي لدعوات السلم والخروج من تهامة فالخيارات متاحة للدفاع عن أرضنا، لا يوجد بين التهاميين والحوثيين أي عداء ولا مُبرّر لتواجدهم في تهامة، وكما شدّدنا على عدم تواجد الحوثيين أيضًا نرفض تواجد ميليشيات الإخوان المسلمين".

وتوقّع الناشط والإعلامي فؤاد شجاع الدين أنَّ تتوسَّع الحرب ضد أنصار الله الحوثيين كون هناك غضب يعمّ أبناء الريف خاصةً في محافظة إب.

وأضاف: "لو تعرض الحوثي للانكسار في محافظة إب سيجعل باقي المحافظات التي خضعت للحوثي ستدفع بأبنائها للخروج ضد الحوثي".

ونفى الإعلامي والناشط السياسي عبدالحافظ معجب أنَّ تكون هناك أيّة حرب من الأساس، واعتبر أنَّ ما يحدث هو عبارة "عن تحركات محدودة لمسلحي القاعدة والإصلاح وتتصدى لهم اللجان الشعبية المكوّنة أصلاً من أبناء المحافظات إلى جوار أنصار الله".

 

وأوضح عبدالحافظ في حديثه إلى "العرب اليوم" أنَّ المسيرة التي خرجت السبت في مدينة الحديدة هي مدفوعة الثمن مسبقًا، مضيفًا: "ولدينا معلومات عن دفع صخر الوجيه مبلغ وقدره عشرة ملايين ريال للخروج بهذه المسيرة، هناك قوى سياسية ومراكز نفوذ متضرّرة من تواجد اللجان الشعبية ومتضرّرة من تواجد أنصار الله الذي تسبّب في حرمان هذه القوى ما كانت تعيش عليه من فساد في المال العام وهي الآن تحاول أنَّ تدافع عن نفسها بتحريك المواطنين وتعبئتهم ضد أنصار الله".

وأكمل الناشط في منطقة رداع وأحد أبناء المنطقة سليم علاو أنَّ الحرب في البيضاء ليست محصورة بين القاعدة والحوثي؛ فأغلب أبناء منطقة رداع يدافعون عن أنفسهم وأموالهم وأعراضهم من محاولة الحوثي الاعتداء عليها وهم في دفاع عن أنفسهم".

وأضاف: "المواجهات المسلّحة ضد جماعه الحوثي ستتوسع وستشمل كل المناطق التي يسيطر عليها الحوثي، بما فيها معقل رأسه في محافظة صعده كون جماعة الحوثي جماعة مسلحة لا تستطيع العيش بين المجتمع أو الحكم إلا بقوة السلاح، لاسيما وأنَّ المجتمع اليمني لا زال لديه قليلاً من الأمل بأنَّ الدولة ستؤدي واجبها فإذا فقدوا الأمل فإنَّ المجتمع سيؤدي دوره في الكفاح المسلّح ضد هذه الجماعة المسلّحة".