كشفت مصادر مُطَّلِعةٌ، الأحد، في العاصمة نواكشوط أنَّ حكومة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تستعد لاستقبال وفدٍ ستبعثه السلطات الانتقالية المالية، يسعى لطلب التعاون مع القوات الموريتانية التي ترابط على الحدود المالية، من أجل التعاون في مجال محاربة الإرهاب والتحديات التي تواجهها أثناء الحرب الدائرة شمال مالي، كما ذكرت المصادر نفسها أن الوفد المالي يرغب في أن تسمح له السلطات الموريتانية بالدخول إلى مخيم اللاجئين الماليين على أراضيها للاشتباه في وجود مشتبه فيهم مطلوبين لدى سلطات مالي. ويسعى الوفد العسكري المالي إلى أن تتعهد موريتانيا بتسليم أي مطلوبين من أعضاء الجماعات الجهادية يلجأ إلى الأراضي الموريتانية. وأعادت مذكرات الاعتقال التي أصدرتها مالي بحق قادة طوارق وقادة حركات مسلحة من بينها التوحيد والجهاد وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ملف التعاون القضائي بين البلدين ،فيما سبق لمالي أن سلمت موريتانيا عدداً من المطلوبين والمتهمين في قضايا إرهابيةٍ بعد اعتقالهم على التراب المالي. وأكَّدت وسائل إعلامٍ دولية الأحد أنَّ  قواتٍ ماليةً مدعومةً بوحدات عسكرية فرنسية ونيجيرية تمكنت من السيطرة على مدينة "بورام" الواقعة شمال مالي، حيث تمكنت القوّاتُ من دخول المدينة الواقعة بين مدينتي "غاو" و"كيدال"، شمال البلاد، ولم تواجه أي مقاومةٍ تذكر. وتعتبر مدن غاو، وتمبكتو، وكيدال، الأهم بين مدن شمال مالي، والتي سبق أن دخلتها القوات الفرنسية، نهاية كانون الثاني/ يناير المنصرم، في عملية شارك فيها 4000 جندي فرنسي، و 4300 جندي من مجموعة دول غرب إفريقيا بالإضافة لـ 1800 جندي تشادي. وأشاد قادة مجموعة دول الساحل والصحراء بالتدخل العسكري الفرنسي في مالي الذي بدأ في 11 كانون الثاني/يناير الماضي، حسب بيان المجموعة، في أعقاب قمتهم الاستثنائية المنعقدة الأحد في العاصمة التشادية أنجامينا، حيث أكَّدوا أنَّ التدخل العسكري الفرنسي ساهم في وقف تقدم المجموعات الإرهابية نحو جنوب مالي وأمَّن الظروف لاستعادة السيطرة على الأراضي المحتلة، مشدِّدين على ضرورة دعم الاستقرار في مالي ومواصلة الجهود الهادفة إلى استقرار نهائي في هذا البلد، داعين الدول الأعضاء كافة إلى بذل الجهود وتوفير الوسائل كلها من أجل استقرار نهائي في مالي خاصة، ومنطقة الساحل عموما، كما قدم قادة المجموعة مساعدةً ماليةً بقيمة 760 ألف يورو لدعم القوة الإفريقية التي وصلت إلى مالي من أجل استعادة السيطرة على الشمال. وتضم منظمة الساحل والصحراء في عضويتها 28 دولة إفريقية، وشارك في قمة أنجامينا، الأحد، عشرة رؤساءٍ من قادة هذه الدول من بينهم الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز الذي تعهد بمحاربة الإرهاب.