معاناة الشعب السوري

حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الجمعة، من تخلي العالم عن الشعب السوري، ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة تضع حدًا للنزاع، خصوصًا مع دخول الأزمة السورية عامها الخامس.

وأكد كي مون في بيان صحافي، أنَّ "الشعب السوري يشعر أكثر فأكثر بأنّ العالم تخلى عنه، في وقت يدخل عامًا خامسًا من حرب تدمر البلاد".

ودعا إلى معالجة مسألة القصف بالبراميل المتفجرة الذي يستهدف المدنيين، ووقف استخدام الحصار، ومنع الخدمات عن السكان، كما حدد في بيانه خمسة تدابير تحتل الأولوية، منها فك الحصار عن 212 ألف مدني، وضمان وصول مساعدة طبية، وإعادة بناء النظام التربوي.

وفي تقرير داعم بصورة غير مباشرة لمطالب كي مون، عنوانه "ذنب الفشل في سورية"، انتقدت 21 منظمة حقوقية عدم قدرة الدول على تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الهادفة إلى حماية المدنيين الذين دمرت الحرب حياتهم، مذكرةً بثلاثة قرارات للأمم المتحدة في 2014، دعت فيها أطراف النزاع في سورية إلى حماية المدنيين، وتمكين ملايين السوريين من الحصول على المساعدة الإنسانية.

وأضاف التقرير أن القرارات والآمال التي حملتها، ذهبت أدراج الرياح بالنسبة للمدنيين السوريين؛ فقد تم تجاهلها أو تخريبها من قبل أطراف النزاع ودول أخرى أعضاء في الأمم المتحدة، وحتى من أعضاء في مجلس الأمن الدولي.

وبدوره أصدر المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية دانيال روبنتسين بيانًا، جاء فيه: إنَّ استماتة الرئيس الأسد للتشبث بالسلطة عبر "التطرف" الذي يمارسه بشكل يومي، هو تذكير لنا جميعا بأنّه فقد الشرعية منذ فترة طويلة، وأنّ عليه أن يُفسح الطريق أمام انتقال سياسي حقيقي.

من ناحيتها، أشارت منظمة الـ "يونيسف"، الخميس، إلى أنّ نحو 14 مليون طفل يعانون في المنطقة؛ جراء النّزاع المتصاعد الذي يجتاح سورية، وجزءً كبيرًا من العراق.

وأكدت أنّه، ومع دخول النزاع السوري عامه الخامس، لا تزال حالة أكثر من 5.6 مليون طفل داخل البلاد بائسة، إذ يعيش نحو مليوني طفل في مناطق معزولة إلى حد كبير عن المساعدات الإنسانية، نتيجة القتال الدائر في البلاد أو غيرها من العوامل الأخرى، إضافة إلى تغيب نحو 2.6 مليون طفل سوري عن المدرسة.