دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الهجوم الذي تعرض له عدد من أفراد بعثة "اليوناميد" في دارفور، وسط تساؤلات بشأن عجز البعثة الأممية عن الدفاع عن منسوبيها أمام هجمات المجموعات المسلحة. وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة، "إن بان يدين هذا الهجوم البشع ضد قوات حفظ السلام في دارفور، والذي يُعدّ الثالث خلال ثلاثة أسابيع، وأنه يشعر بالسخط بعد علمه بالهجوم الدامي   الأسوأ خسارة تلحق بالبعثة طوال خمس سنوات من عملها في السودان"، موضحًا أن "سبعة جنود تنزانيين قتلوا، وجرح 17 آخرون صباح السبت في جنوب دارفور، وأن من بين الجرحى أربعة ضباط من شرطة قوات حفظ السلام في دارفور، بينهم امرأتان، و13 جنديًا". وأفادت "يوناميد"، في بيان لها، أن "الجنود تعرضوا لإطلاق النار قرب خور أبشي في ولاية جنوب دارفور"، فيما أكد مصدر في البعثة، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "اليوناميد" لا تعلن سريعًا أسماء أو رتب أو جنسيات ضحاياها في الإقليم المترامي الأطراف إلا بعد إخطار ذويهم، وأنه لم تعلن أي مجموعة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم على القوة الأممية . وظلّت قوات "اليوناميد" عرضة لهجمات المسلحين، منذ أن بدأت البعثة الدولية عملها في العام 2008م،  وينص تفويض البعثة، التي جدد لها مجلس الامن الدولي تفويضها لعام آخر خلال الأيام الأخيرة، على العمل من أجل حماية المدنيين، وضمان إنسياب المساعدات الإنسانية، ودعم جهود المصالحة السياسية، حيث أسهمت "اليوناميد" في دعم العملية التعليمية والصحية والتنموية بأشكالها المختلفة في عدد من ولايات دارفور. وتفقد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام هيرفي لادسوس، مطلع تموز/يوليو الجاري البعثة، ووقف على أدائها الذي أصبح محل انتقادات واسعة، فكيف لقوات جاءت من أجل حفظ السلام تقف عاجزة عن الدفاع عن منسوبيها، أمام هجمات المجموعات المسلحة، ورغم أن إدانة للهجوم لم تصدر بعد في الخرطوم أو عواصم ولايات دارفور، إلا أن والي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر، الذي تتخذ "اليوناميد" من مدينة الفاشر عاصمة ولايته مقرًا لها، قال في تصريح مقتضب لـ"العرب اليوم"، "لا أحد ينكر الأدوار الإيجابية التي قامت بها البعثة في دارفور". وأعلنت الأمم المتحدة، أخيرًا، أنها تجري اتصالات مع الحكومة السودانية لضمان الحماية الكافية للوكالات الإنسانية في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، وكشفت عن تعليق منظمة "الرؤية" العالمية برامج المساعدات لأكثر من مليون شخص، على خلفية الأحداث الأمنية التي شهدتها نيالا الأسبوع الماضي، فيما قررت المنظمة نقل بعض موظفيها إلى خارج المدينة . وأشار تقرير صادر عن وكالة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، إلى أن المنظمات الإنسانية الدولية طالبت مفوضية العون الانساني، بالتنسيق مع السلطات، بضمان بيئة آمنة معلنة عن نقل 130 موظفًا تابعًا إلى بعثة "اليوناميد" ووكالات الأمم المتحدة إلى قاعدة تابعة للبعثة خارج مدينة نيالا لضمان حمايتهم.