رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران

أقر وزير الخارجية المغربي زعيم "تجمع الأحرار" صلاح الدين مزوار، مسافة أطول بين حزبه و"العدالة والتنمية" الذي يقوده رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران.
وهاجم مزوار الحزب الإسلامي متهمًا قيادته بـ "محاولة فرض الهيمنة والتحكم" في المشهد السياسي.

وقال مزوار خلال تجمع لحزبه السبت في منتجع الصخيرات إن توصيف "هذا معي وذاك ضدي" دخيل على الساحة السياسية المغربية، منتقدًا تغيّر مواقف بن كيران من حزبه: "بين اعتبارنا أعداء قبل أن نتحول لأصدقاء ثم عاد لينعتنا بالخونة".
وأضاف: "هذا خطاب خطر، فالخيانة ظلت مقرونة بالاستعمار".
وحذر مزوار من أن منطق التفرقة قد يقود إلى الفتنة، ملوحًا باحتمال تغيير تحالفاته في المستقبل. واعتبر أن من حق حزبه "الانفتاح على فعاليات سياسية" أخرى.

ولاحظ أكثر من مراقب أن كلام زعيم "الأحرار" أتى بعد مرور بضعة أشهر على صدور اتهامات من رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، شملت توصيف الحزب بـ "الخيانة" لالتزاماته داخل تحالف الغالبية، في إشارة إلى تحالفات أبرمها مع أحزاب من خارج الائتلاف الحكومي لتشكيل مكاتب البلديات والجهات.

وعزت المصادر كلام وزير الخارجية صلاح الدين مزوار إلى ترتيبات ما قبل انتخابات السابع من تشرين الاول/أكتوبر المقبل، إذ يبدو أن تجمع "الأحرار"، اختار بناء تحالفات مع مكونات من خارج الائتلاف الحكومي، فيما رجحت تقارير عدة إمكان حيازة "العدالة والتنمية" مركز الصدارة، ما قد يجعله يختار رفاق الطريق من خارج الائتلاف الحالي، وتحديدًا حزب الاستقلال الذي يلوح بخيار المساندة النقدية لحكومة بن كيران.

وربطت ذات المصادر بين الانتقادات شديدة اللهجة التي يوجهها رئيس الحكومة لمن يصفهم بـ "مناصري خيار التحكم" وبين استخدام زعيم تجمع "الأحرار" التوصيف ذاته ضد "العدالة والتنمية"، ما يؤشر إلى اندلاع معركة انتخابية مبكرة. وكان تجمع الأحرار انضم إلى حكومة عبد الإله بن كيران، بعد استقالة وزراء حزب "الاستقلال"، إلا أنه على رغم التزاماته في نطاق ائتلاف الغالبية، أبدى المزيد من التنسيق مع بعض أحزاب المعارضة