أكد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أن الجزائر تريد علاقة قوية وحيوية مع فرنسا، وأن مصالح البلدين وعمق العلاقات محفّز للمضي قدما نحو أفق أكثر إشراقا، مشيرا إلى أن الجزائر تأمل في مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين بعد تسلم هولاند الحكم. وقال بوتفليقة، الذي نادرًا ما يتحدث لوسيلة إعلامية، في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، الثلاثاء، إن "الجزائر تؤيد علاقة قوية وحيوية مع فرنسا ترتكز على أساس عمق العلاقات والعديد من المصالح التي تجمع بلدينا"، وذلك قبل ايام من زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى العاصمة الجزائرية يومي 19 و20 كانون الأول/ ديسمبر الجاري. ووصف الرئيس الجزائري الشراكة التي يهدف إليها البلدان بـ"الاستثنائية"، مؤكدا أن شكل هذه الشراكة لا يهم بقدر ما يهم تماسكها، وتابع: "نأمل في أن يؤدي تسلم فرنسوا هولاند مسؤولياته إلى مرحلة جديدة في علاقاتنا الثنائية من أجل تعميقها". وشهدت مرحلة حكم نيكولا ساركوزي الماضية، فتورا بسبب المواقف المتشددة لليمين الفرنسي تجاه قضايا الذاكرة والهجرة والجالية الجزائرية في فرنسا، غير أن العلاقات الاقتصادية لم تتأثر خلال تلك الفترة. وأضاف الرئيس الجزائري: "نريد النهوض بتحدي بناء شراكة تقاوم الأوضاع الطارئة وتتجاوز العلاقات التجارية وحدها"، مشددًا على "تكثيف الحوار على كل المستويات" وشراكة رابحة للطرفين تواكبها عملية تنمية اقتصادية واجتماعية وإنسانية. وتبقى فرنسا المزود الأول للجزائر، وزبونها الرابع خلف إيطاليا والولايات المتحدة وإسبانيا، إضافة إلى تواجد 450 شركة فرنسية في الجزائر، هم أكبر مستثمرين خارج إطار قطاع المحروقات. وينتظر أن تكون زيارة هولاند للجزائر، حسب المتتبعين، استثنائية لعدة أسباب، منها التحضيرات الكبيرة التي سبقت هذه الزيارة، وتصريح وزير الخارجية الفرنسي في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أن البلدين يريدان إبرام شراكة إستراتيجية خلال زيارة هولاند، وهذا ما أكده الرئيس بوتفليقة في مقابلته لوكالة الأنباء الفرنسية.