نقل وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك، إلى مستشفى شار نيكول في العاصمة التونسية، إثر الاعتداء عليه مساء الجمعة، من قبل المخرج والممثل نصر الدين السهيلي، الذي وجه لكمة له على الملأ ورماه ببيضة في دار ثقافة ابن خلدون. وأكد مبروك أنه توجه لدار الثقافة ابن خلدون في العاصمة التونسية لإحياء أربعينية الممثل التونسي الراحل عزوز شناوي دون مرافقة حراسه الشخصيين. وأكد شهود عيان أن مناوشة كلامية نشبت بين وزير الثقافة مهدي مبروك والممثل نصر الدين السهيلي، قام على إثرها الأخير بتسديد لكمة للوزير ورشقه ببيضة. وقد أعادت هذه الحادثة، طرح قضية الحريات في تونس بعد ثورة 14 يناير 2011، خاصة بعد تفشي ظواهر العنف المعنوي التي طالت رأس الدولة التونسية من رئيس جمهورية وحكومة ووزراء، فضلا عن المؤسستين الأمنية والعسكرية التي باتت محل انتقاد تجاوز حدود حرية التعبير المتعارف عليها والمحدّدة بضوابط أخلاقية، ليصل لحد التهجم والسخرية والتهكم والاعتداء بالعنف وحملات التشويه التي يعتبر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أكثر من عانى منها، ورغم ذلك رفض مقاضاة أي جهة كانت إعلامية أو مدنية. وطفت على السطح في تونس دعوات لتطبيق القانون بكل حزم وصرامة ضد كل من يتجرأ على هيبة الدولة ومؤسساتها أو يساهم في بث الإشاعات وتلفيق التهم الباطلة. ويشار إلى أن وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك الذي تعرض للعنف من قبل أحد الممثلين مساء الجمعة، يعد من الوزراء التكنوقراط ومن الكفاءات الوطنية المستقلة في الحكومة التونسية التي يقودها حزب النهضة الإسلامي الحاكم. وسبق لوزير الثقافة أن تعرض لتهجم من قبل موظفي وزاراته الذين حاولوا اقتحام مكتبه رافعين في وجه شعار "ارحل" للمطالبة بتفعيل بعض الاتفاقية المبرمة مع الطرف النقابي لتحسين وضعياتهم المهنية والاحتجاج على إقامة عرض فني في مهرجان قرطاج تزامن مع عملية اغتيال ثمانية جنود تونسيين في كمين إرهابي. ولجأ مبروك للاستنجاد بأفراد الأمن لإخلاء مقر الوزارة من الموظفين الذين حاولوا التهجم عليه وطرده. وكانت وزارة الثقافة التونسية قد أوقفت فعاليات مهرجان قرطاج الدولي ثلاثة أيام كاملة من 29 إلى 31 تموز/يوليو 2013، بعد مقتل عسكريين تونسيين على الحدود الغربية المشتركة مع الجزائر. وتكبّدت مهرجانات تونسية أخرى خسائر مادية فادحة جرّاء إلغاء عدد كبير من العروض وتعطيل نشاطها بسبب تأزم الوضع الأمني والسياسي في البلاد، على غرار مهرجان صفاقس الدولي الذي ألغى عرضين ضخمين للفنان اللبناني وائل جسار ولقيصر الغناء العربي كاظم الساهر.