أعمال العنف في بالتيمور الأميركية

رحَّب المحتجون في مدينة بالتيمور الأميركية بقرار الادعاء، توجيه اتهامات إلى 6 شرطيين، في إطار قضية الشاب الأسود فريدي غراي، الذي قُتل خلال توقيفه، وتحدى المئات منهم حظر التجول المفروض على المدينة.

كانت وفاة غراي (25 عامًا) أشعلت تظاهرات في بالتيمور، امتدت إلى مدن أميركية أخرى؛ احتجاجًا على ممارسات عنيفة وعنصرية للشرطة، لكن الأجواء كانت مختلفة ليلة الأحد الماضي، إذ رقص المحتجون وغنّوا، بعد توجيه اتهام بالقتل إلى 6 شرطيين، من بينهم 3 سود.

وبينما عاد الهدوء تدريجيًا إلى المدينة، دعا حاكم ولاية ماريلاند لاري هوغان السكان إلى يوم صلاة وسلام؛ مضيفًا: من أجل التأمل في الطريقة التي سنتصرف فيها جميعًا خلال الأيام والأشهر المقبلة.

علمًا بأن الحرس الوطني الذي استُدعي لدعم الشرطة بعد اندلاع الشغب، عبّأ 3000 عنصرٍ؛ حفاظًا على الهدوء في بالتيمور.

ورغم تطبيق الشرطة حظر التجول منذ 5 أيام، نظم متظاهرون مسيرة انطلقت من مكان اعتقال غراي، هاتفين "لا عدالة لا سلام"، وانضموا إلى آخرين تجمّعوا أمام مقر بلدية بالتيمور؛ استجابة لدعوة من جمعية "بلاك لويرز فور جاستيس" المدافعة عن السود، ومن بينهم زعيمهم مالك شاباز، وهو عضو سابق في حركة "الفهود السود" المتشددة.

وتجمّع المحتجون بهدوء وبعضهم رقص وغنى، وأضاف أحدهم: اختبرنا جميعًا وحشية الشرطة، ونريد تغييرًا، آمل في سجن الشرطيين الملاحقين.

وكُتب على لافتات حملها متظاهرون أمام مقر البلدية "الشبان ليسوا مشاغبين"، و"لا سلام في نفوسنا".

وأكدت رئيس بلدية بالتيمور ستيفاني رولينغز بلايك: ما أراه يشجعني ويلهمني، أعتقد أن هناك أملاً كبيرًا في إحقاق العدالة بسلام.

وفي الوقت ذاته أوقفت الشرطة 12 شخصًا اتُهموا بانتهاك حظر التجول.

واستعادت المدينة هدوءها بعد إعلان مفاجئ للمدعية العامة مارلين موسبي عن ملاحقة 6 شرطيين، اتُهموا بالتسبب في وفاة غراي.

وأفادت مصادر قضائية بأن الشرطيين الستة الذين جُمِّدت عقود عملهم ورواتبهم منذ وقوع الحادث، اعتُقلوا قبل إطلاقهم في مقابل كفالات تتراوح بين 250 و350 ألف دولار، وسيمثلون أمام قاضٍ في 27 من الشهر الجاري.

ورحبت عائلة غراي بالملاحقات القضائية، لكن نقابة الشرطة نددت بالأمر؛ إذ أكد مايكل دافي، محامي نقابة الشرطة في بالتيمور الذي يمثل الشرطيين الستة: لم أرَ في حياتي مثل هذه السرعة في إجراء ملاحقات.

وأفاد تحقيق وتشريح جثة غراي أن الأخير توفي بسبب جرح؛ إذ لم يكن يرتدي حزامًا لدى نقله في سيارة الشرطة مقيّد اليدين والقدمين.

واعتبرت المدعية العامة التي تتحدر من عائلة شرطيين أن رجال الشرطة لم يقدّموا أي تبرير لاعتقال غراي ولم يستجيبوا لطلبه الحصول على عناية طبية.