أعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن "نأي الحزب التقدمي الاشتراكي بنفسه عن الادلاء بموقفه الأسبوعي في إنتظار ما يُقال عن الضربة العسكريّة ضد سورية "، ساخراً من كثرة المحللين العسكريين المتقاعدين والمحللين الإستراتيجيين من هذه الضربة المنتظرة"، متمنيا لو "فجروا طاقاتهم في المواقع التي كانوا فيه"، رافضا "التعليق على ما يجري في سوريا بانتظار الضربة العسكرية". وقال جنبلاط في موقفه الأشبوعي لصحيفة "الانباء": "أما وقد تحوّل معظم أركان الطبقة السياسيّة اللبنانيّة مع فروعها المتعددة في لبنان والمهجر وسائر أنحاء المعمورة إلى محللين جيو إستراتيجيين وإرتقوا إلى مرتبات التخطيط والتفكير والتأويل حيال المتغيّرات الكبرى والتحولات الاستثنائيّة في الشرق الأوسط والعالم، وأما وقد إزدحمت شاشات التلفزة بالمئات من الضباط المتقاعدين والمحللين العسكريين من ذوي القدرات الهائلة والطاقات المتفجرة في قراءة المعطيات والمواقف الدوليّة وإنعكاساتها الاستراتيجيّة والتكتيكيّة، فإذ بإمكانياتهم المغمورة أيام الخدمة العسكريّة تخرج إلى الضوء وتبسط على الرأي العام نعمة الفهم والاستيعاب لما يجري من مخططات ومشاريع كبرى". وأضاف: "أما وقد فات رموز المجتمع السياسي اللبناني الالتفات إلى النزوح المتزايد للمواطنين السوريين وقد ضاقت بهم بلادهم بفعل سياسة القتل وإستعمال السلاح الكيماوي، بالاضافة لعدم الاكتراث إلى عجز الموازنة التي لم تصدر منذ سنواتٍ طويلة، والترهل والفساد الاداري، والتغاضي عن التعديات على الأملاك البحرية، والامتناع عن مكننة الضمان الاجتماعي، والابتعاد عن رسم سياسة ضرائبية تصاعدية جديدة، وعدم وضع دراسة موضوعية وعلمية لسلسلة الرتب والرواتب بعيداً عن المواقف الشعبويّة وغيرها من الملفات". وـابع جنبلاط يقول: "وأما وقد كرّست معظم هذه الطبقة وقتها وجهدها لدراسة الضربة المرتقبة على سوريا وحوّلت غرف نومها وحماماتها إلى غرف عمليات بعضها مرتبط بغرف البنتاغون وبعضها الآخر مع غرف عمليات إقليمية أخرى، وهي تربض أمام شاشات ورادارات في إنتظار رصد إطلاق صاروخ من هنا أو تحرّك بارجة من هناك، أو إنطلاق حاملة صواريخ من هنالك، متعالية عن الجزئيّات السخيفة والتافهة التي تهم المواطن اللبناني". و ختم بالقول:"بناءً على كل ذلك، وحرصاً على عدم تعكير صفاء الأذهان ودقة التحليل عند كبار المحللين الاستراتيجيين، وتأكيداً على حق الشعب اللبناني الاطلاع على كل النظريّات السياسيّة والعسكريّة، مهما كانت خنفشاريّة أو سطحيّة، فإن الحزب التقدمي الاشتراكي ينأى بنفسه عن الادلاء بموقفه الأسبوعي في إنتظار ما يُقال عن الضربة العسكريّة ،التي يأمل ألا تصل غبارها الأمنيّة والكيماويّة إلى لبنان مع تصاعد إحتمالات قيام النظام السوري بتوريط لبنان في هذه الأزمة المتصاعدة والمتفاقمة. “ولله في خلقه شؤون”!