أكد رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" النائب اللبناني وليد جنبلاط أن الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط، وأن الشعب السوري سينتصر في النهاية.  وكشف جنبلاط أنه مع إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وأنه ضد التمديد لأية مؤسسة ، سواء كانت"المجلس النيابي أورئاسة الجمهورية" . وقال جنبلاط في حديث لجريدة "السفير" اللبنانية، رداً على سؤال عما إذا كانت لديه معطيات حاسمة تجعله واثقاً من ذلك: لا يمكن للطاغية أن يبقى لا أكثر ولا أقل، ومهما بلغ الدعم الإيراني لهذا النظام فلا يمكن ان يستمر. ما يقومون به الآن أنهم فقط يؤخرون استحقاق السقوط الحتمي، وبدلا من أن تقف الجمهورية الإيرانية التي تدعي أنها تقف مع المستضعفين وأنها مع القضية الفلسطينية، تقف مع الطاغية تحت شعار زائف وهو شعار الممانعة، إن هذه السياسة تُضعف سورية وتدمرها، إيران هي التي تضعف سورية وتدمرها. وأضاف جنبلاط: مع الأسف الكلام الذي أطلقه السيد حسن نصر الله أخيراً، هو كلام غير منطقي وليس في محله ابداً، كان على «نصر الله» أن يقول أنه يدافع عن أهله في سورية، أي عن الشعب السوري الذي احتضن شعب الجنوب والشعب اللبناني أيام العدوان الإسرائيلي، لا أن يقول أنه يدافع فقط عن أهلنا في ريف القصير.. فشعب ريف القصير هو جزء من الشعب السوري، ودمشق ستسقط، والشعب السوري سينتصر. وتابع : ومع الأسف الشديد أيضا، انحاز نصر الله إلى النظام السوري، والمؤسف أكثر هو أن تتحول وظيفة البندقية المجاهدة والمناضلة في الجنوب اللبناني في وجه إسرائيل إلى بندقية تقاتل إلى جانب نظام لن يبقى. لقد شعرت بالحزن عندما سمعت نصر الله، الذي كان البطل العربي والإسلامي عام 2006، يصرّ على أن يحجم نفسه بهذه الطريقة، فلماذا الإصرار على الدفاع عن نظام لن يبقى، فهذه السياسة الإيرانية تجر العالم العربي وسورية الى التدمير. *سئل: اللافت انك مقتنع بسقوط الأسد، حتى بعد ما سمعته من المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف؟   أجاب: الشعوب هي التي تقرر مصيرها، القضية في سورية هي قضية شعب يريد أن يتحرر من طاغية، وليست قضية خطابات من هنا، ولا كلام سفراء من هناك. *وماذا قلت لمبعوث الرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف في زيارته الأخيرة إلى بيروت؟ قال: أكدنا وحدة رؤية المجتمع الدولي في ما يتعلق بقرارات جنيف، لكن إذا ما قرأنا مقررات جنيف بالتفصيل، فنجد أن علينا أن ننتظر أن يتنازل بشار الأسد طوعا عن صلاحياته لحكومة انتقالية، ولا أدري إذا كان ذلك ممكنا،  لذلك كما فعلت في موسكو في كانون الثاني/ يناير 2013، وايضا عندما زارني بوغدانوف، أبديت بعض الشك بأن يبادر "الأسد" ومن هم حوله إلى أن يتنازلوا عن صلاحياتهم لحكومة انتقالية، هذه الحكومة التي عليها أن تنفذ توصيات المبادرة العربية الأولى، إي إطلاق المساجين والبحث عن المفقودين ومحاسبة المرتكبين، أي مجرمي الحرب من النظام الذين دمروا مدنا وقتلوا الآلاف.  أنا أشك في أن يتنازل هؤلاء عن صلاحياتهم لمثل هذه الحكومة، لكن قد تكون للروس معطيات وقراءة مختلفة، وهذا شأنهم. *سئل: هل أنت مع الحل العسكري عبر التدخل الخارجي في سورية؟   في الأساس طرحت الجامعة العربية بالمبادرة الأولى الحل السياسي المبني على تداول السلطة، وإجراء انتخابات حرة وإطلاق سراح المعتقلين، والتحقيق حول المفقودين، ومحاسبة المرتكبين وتعدد الأحزاب، أي أن الحل السياسي كان هو المطلوب، لكن النظام السوري آنذاك عندما كان الحراك حراكا سلميا، استفحل في الحل الأمني، ووصلنا إلى عسكرة الثورة، وبالتالي ما من أحد يستطيع أن يقول بالحل العسكري إلى ما لا نهاية، علما بأن بشار الاسد حتى هذه اللحظة لا يعترف بأن هناك ازمة في سوريا، بل يعتبر انه يحارب ارهابيين. فهل نستطيع ان نقول ان اربعة ملايين ونصف مليون مهجر سوري داخل سوريا وخارجها هم ارهابيون. سئل: وماذا عن المعارضة السورية؟ قال: كما قلت فإن  الشعب السوري في الداخل يقرر، ومختلف التنسيقيات مع الجيش السوري الحر تقرر. المعارضة السورية في الخارج بعضها يعيش خارج إطار الواقع، ولا علاقة له ربما بما يجري في الداخل، أما البعض الآخر فإنني هنا أثني على دور الشيخ معاذ الخطيب بالتحديد، الذي عندما عرض تسوية مع النظام مبنية على أساس التحقيق حول المفقودين، وإطلاق سراح عشرات الآلاف من المعتقلين والمعتقلات، ومع الأسف خرجت أصوات من المعارضة تقريبا تخوّنه، ثم شكلت الحكومة الانتقالية وأُتي فجأة بشخص من خارج إطار المعارضة هو غسان هيتو، لذلك معاذ الخطيب استقال.  انا احترم معاذ الخطيب، واحترم رجلا آخر اسمه رياض سيف، وغيرهما، لكن هناك شعباً سورياً سيقرر لاحقاً ، في صناديق الاقتراع من سيكون البديل عن هذا النظام الفاشي. *سئل:  لكن «جبهة النصرة» تتصدر القتال ضد النظام السوري، وتسعى كي تكون البديل عن النظام؟ قال: أبدا، غير صحيح، الغرب الخبيث يصور الأمور على عكس ما هي، بل يضخمها، ويطرح معادلة إما بشار وإما جبهة النصرة، ويجب ألا ننسى أن جبهة النصرة هي أحد مكونات المعارضة السورية، وأيضا يجب أن نتذكر أن البعض مما يسمى «جبهة النصرة»، وفي مرحلة معينة استخدمها النظام السوري الحالي تحت شعار محاربة الاحتلال الأميركي في العراق.  وهذا القسم من الجبهة، الذي يسميه السيد حسن التكفيريين، استفحل في قتل الأبرياء من سنة وشيعة ومسيحيين وأكراد وغيرهم، واعتقد انهم هم أو غيرهم وراء تفجير مقام الامامين العسكريين في مدينة سامراء التي في غالبيتها من السنة. إذاً، مقام السيدة زينب، ومقام سامراء، وغيرهما، مقامات إسلامية قبل أن تكون سنية أو شيعية، وهي مقامات انسانية. وفي الشأن اللبناني الداخلي سئل جنبلاط عن التمديد للمجلس النيابي؟ فقال: من حيث المبدأ، التمديد غير مقبول لأية مؤسسة، والأهم أن تجري الانتخابات النيابية في موعدها، أما إذا دخلنا في التمديد للمجلس فإن ذلك يعد خطأ كبيراً للطبقة السياسية، وهذا معناه أن الطبقة السياسية تظهر عجزها وافتقادها الحد الأدنى من القدرة لتجديد الحد الأدنى أي مجلس النواب، والاتيان بمجلس جديد وبروح جديدة.  هناك إمكانية لاجراء الانتخابات النيابية من خلال القانون الذي يزاوج بين النظامين الأكثري والنسبي، فبهذا القانون المختلط نستطيع أن نخترق بعض عقبات وحواجز البعض من الاقطاع السياسي وأيضا الإقطاع الديني. وهل معنى رفضك المبدئي للتمديد لأي مؤسسة أو سلطة، أنك ترفض التمديد لولاية رئيس الجمهورية؟ أجاب باختصار: نعم.