أكمل السودان ودولة الجنوب، الأحد، سحب قواتهما المسلحة من الحدود المشتركة تمهيدا لإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح، وقال رئيس الجانب السوداني في اللجنة الفنية المشتركة للشؤون السياسية والأمنية الفريق عماد عدوي إن الحكومة السودانية سلمت قائد القوات الأفريقية (اليونيسفا ) التي تقودها أثيوبيا (مسؤولة عن حفظ الأمن في أبيي) خطاباً رسمياً الأحد، أعلنت فيه خلو المنطقة الواقعة جنوب خط الأول من كانون الثاني/يناير للعام 1956 (عام استقلال السودان) من أي قوات سودانية. وقالت الوثيقة بحسب شبكة الشروق الإخبارية السودانية إن حكومة الخرطوم أوفت بالتزاماتها كافة بشأن عملية الانسحاب والتي تقرر أن يكون يوم السابع عشر من أذار/مارس آخر يوم لها، وأكد وزير الدفاع السوداني، الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين، أن بلاده لم يعد لها قوات الآن جنوب الخط الحدودي الفاصل مع جنوب السودان بموجب حدود أول كانون الثاني/يناير 1956 في إطار خارطة لجنة الوساطة الأفريقية للدولتين. وشدد الوزير السوداني الذي يقود وفد بلاده في اجتماعات تناقش ترتيبات تنفيذ اتفاق البلدين الأمنيتشهدها أديس أبابا، في بيان وزعه، على أن سحب القوات السودانية من المنطقة منزوعة السلاح يأتي في إطار الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2046 واتفاق الترتيبات الأمنية بين السودان والجنوب الموقع بينهما في أيلول/سبتمبر الماضي، بالإضافة إلى الالتزام بمصفوفة الترتيبات الأمنية التي وافقت عليها الآلية السياسية والأمنية المشتركة في الثامن من أذار/مارس الجاري وعلى ضوء إعلان البلدين التزامهما بالانسحاب الفوري غير المشروط لقواتهما المسلحة من الحدود. وفي جوبا قال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان الدكتور برنابا مريال بنجامين  في تصريحات عبرالهاتف إلى "العرب اليوم" مساء الأحد "بدأنا الانسحاب منذ العاشر من هذا الشهروسنكتمل الانسحاب من المناطق الحدودية في الموعد المحدد التزاما بما جاء في المصفوفة الأخيرة. وأكد بنجامين أن حكومة جنوب السودان ملتزمة بتنفيذ كل اتفاقياتها الموقعة مع السودان وفقا للجداول الزمنية المحددة، وأشار إلى أنه يتوقع التزام الخرطوم بذلك، واختتم وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان تصريحاته بالإشارة إلى أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في رسم ملامح مستقبل علاقات البلدين. ودعا القطاع السياسي في الحزب الحاكم في السودان (المؤتمر الوطني) إلى ضرورة تقوية وتعزيز العلاقات مع جمهورية جنوب السودان ، مطالبا التيارات والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني بالعمل الجاد من أجل تعزيز علاقات التعاون مع دولة الجنوب وتقويتها في مختلف الأصعدة بتفعيل الحراك الثقافي والرياضي والفني بين البلدين. وشدد القطاع في اجتماع برئاسة نائب الرئيس السوداني الدكتور الحاج آدم يوسف على ضرورة الالتزام بالمواقيت الزمنية التي حددتها مصفوفة إنفاذ اتفاقات التعاون الموقعة بين البلدين أخيرا، وأكد الاجتماع أهمية  هذا الالتزام في معالجة بقية القضايا، وعلى رأسها قضية منطقة آبيي المتنازع على تبعيتها بين البلدين وفك الارتباط بين الجنوب والحركة الشعبية قطاع الشمال في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وإيواء الحركات المتمردة. كما لفت الاجتماع إلى أهمية تفعيل عمل اللجان المختصة بمتابعة إنفاذ اتفاقات التعاون مع دولة الجنوب.