حذر المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية في غزة طاهر النونو "من عملية خداع" لتمرير اتفاق يحمل "مخاطر كبرى على المشروع الوطني الفلسطيني من خلال مشروع ما " يسمى بالسلام الاقتصادي" الذي يطرحه وزير الخارجية الأميركي جون كيري. ويتطلع كيري -حسب ما قال في ختام المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" الذي يعقد في مدينة الشونة الأردنية على البحر الميت- إلى جمع نحو أربعة مليارات دولار من الاستثمارات "، في الأراضي الفلسطينية ما قد يزيد اجمالي الناتج المحلي بنسبة تصل الى 50% خلال ثلاث سنوات" والى تأمين عدد جديد من الوظائف يكفي لخفض معدل البطالة بنسبة الثلثين ليتراجع من 21% إلى 8%، وارتفاع متوسط الرواتب بنسبة 40%". ورفض النونو في تصريح صحفي الثلاثاء هذه المشروع الذي "لا يختلف عن ادعاءات تحويل الأراضي الفلسطينية إلى سنغافورة الشرق الاوسط وكان ذلك غطاء لأكبر عملية خداع لترويج اتفاق اوسلو وما تبعه من تنازلات خطيرة وتراجع في المشروع الوطني. وأوضح أن هذه الوعود تكررت مع مؤتمر انابوليس 2007 من أجل تكريس الانقسام ، لافتا إلى أن "النتيجة لاوسلو وانابوليس تضاعف الاستيطان عشرات المرات وشرعنة الاستيلاء على القدس". ونبه الناطق باسم الحكومة إلى " خطورة تحويل القضية الفلسطيني إلى قضية إنسانية وليس سياسية واحتلال، مشيرا إلى "تطابق بين ما يطرحه كيري ومشروع نتنياهو بالسلام الاقتصادي والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني. وقال إن هذا التوجه ينسجم "مع رجال وأصحاب المصالح في حركة فتح وخاصة المجموعة التي حول "ابو مازن" وراكمت ملايين الدولارات بسبب علاقاتها بإسرائيل ورجال الاعمال الصهاينة وقامت بربط الاقتصاد الفلسطيني بالاقتصاد الاسرائيلي. ولم يستبعد النونو أن تقوم جماعة المصالح في "فتح" "ببيع ما تبقى من حقوق مقابل الاموال وهو ليس غريبا عليهم"، مشددا على "أن هذا المنهج لا يمثل شعبنا لاسيما تصريحات أبو مازن الاخيرة خطيرة للغاية وتتطلب موقف واضح من فصائل منظمة التحرير في أي معسكر تنتمي".