بغداد ـ جعفر النصراوي
شن إمام وخطيب الجمعة في مدينة الصدر شرق العاصمة العراقية بغداد الجمعة، هجومًا لاذعًا على رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي ووزير العدل حسن الشمري، ودعا المالكي إلى تقديم "الشكر والعرفان لمن أوصله إلى منصبه"، فيما اتهم وزير العدل بالتستر على الخروق بحق المعتقلين في السجون، مطالبًا رئيس البرلمان بالالتفات إلى المعتقلين الأبرياء والعمل على إطلاق سراحهم. وقال إمام وخطيب الجمعة مثال الحسناوي في رسالة وجهها إلى المالكي أثناء خطبة صلاة الجمعة في مدينة الصدر أكبر معاقل التيار الصدري في العراق "العرف والشرع يحتم عليك تقديم الشكر إلى من أوصلك إلى منصبك هذا"، وأضاف "حذاري من غضب الشعب". وفي موضوع آخر اتهم الخطيب خلال الخطبة التي حضرها الآلاف من أتباع التيار، وزير العدل العراقي حسن الشمري "بالتستر على الخروق التي يقوم به حراس العدل في السجون"، قائلًا "لو كنت تشعر أنت وأعوانك بأنه لا توجد خروقات في سجون وزارة العدل لأتيت بمنظمات حقوق الأنسان وغيرها إلى وزاتك"، وتابع "ولكنك لا تفعل لأنك تعلم أن هناك الكثير من الخروقات في سجونك". وطالب رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي بالالتفات للمعتقلين الأبرياء وإطلاق سراحهم، ودعا خطيب الجمعة في مدينة الصدر وزير الإعمار والإسكان محمد صاحب الدراجي (ينتمي إلى كتلة التيار الصدري) إلى إعطاء المزيد من الوقت لأصحاب المواكب لنقل مواكبهم إلى طريق (يا حسين)". وفي سياق آخر طالب بـ"منع انتشار ظاهرة وقوف الشباب أمام مدارس البنات"، كما طالب "إدارات المدارس الاستعانة بالقوات الأمنية للتعامل بحزم مع هؤلاء الشباب". وكان رئيس الحكومة نوري المالكي انتقد، في 10 من كانون الأول/ ديسمبر بيانات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مؤكداً أن تلك البيانات "لم تعد لها أهمية كونها متناقضة وسرعان ما يتم الانقلاب عليها"، في حين دعا الصدر إلى مواجهة تبعات اتهاماته له "قضائيًا". فيما نظم التيار الصدري، على مدى الأيام الماضية، تظاهرات حاشدة في مدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد، والبصرة جنوبي العراق والعمارة والنجف وكربلاء وواسط وذي قار وبابل تنديداً بالتصريحات التي أطلقها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، ضد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، التي لوح فيها بمقاضاة الصدر على اتهاماته له، ورفع المتظاهرون صوراً مركبة للمالكي وصدام حسين، وقاموا بإحراقها، مؤكدين أنه "التحذير الأخير المالكي"، فيما حذرت الهيئة السياسية للتيار الصدري من أن "التطاول" على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر سيؤدي إلى "تداعيات كبيرة" في الشارع العراقي. وشكر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الأربعاء، المتظاهرين الذين خرجوا لتأييده في بغداد والبصرة والنجف والعمارة وكربلاء، "على ولائهم" له ولآل الصدر، إلا أنه دعاهم إلى "الترفع عن السب والشتم ورفع الصور المشينة" خلال احتجاجاتهم على تصريحات المالكي. وهاجمت كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري الأربعاء، رئيس الوزراء نوري المالكي بشأن تصريحاته ضد الصدر، وفي حين أكدت أن مقتدى الصدر "خط أحمر ولن نسمح بالتعدي عليه"، أشارت إلى أن على المالكي أن لا ينسى بأن الصدر و"المقاومة الشريفة هما من أخرج الاحتلال الأميركي من العراق". وكانت كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري كشفت، الاربعاء، 12 كانون الأول/ديسمبر، عن تقديم طلب إلى الادعاء العام لإصدار مذكرة اعتقال بحق وزير العدل حسن الشمري ومسؤولين في الوزارة، بشأن وجود حالات تعذيب لبعض السجينات، فيما عدت قرار وزير العدل بمنع النواب زيارة السجون "مخالفًا" للقانون. ورد وزير العدل حسن الشمري، الخميس، بإعلانه رفع دعوى قضائية ضد عدد من النواب لـ"تجاوزهم" على موظفين في الوزارة أثناء تأدية واجبهم، مطالبًا الكتل السياسية بـ"عدم زج الوزارة في صراعاتها"، مؤكدًا أن الوزارة لن تسكت "على التجاوزات ضد منتسبيها".