علم "العرب اليوم" أنَّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أبلغ رئيس الحكومة  نجيب ميقاتي أنَّ الجهود انطلقت لتأمين نقل جثامين ستة لبنانيين قضوا في كمين للجيش السوري النظامي قبل أسبوعين في تل كلخ، وتسليمها إلى عائلاتهم  في عكار وطرابلس، بعدما تعرف الأهالي على صور لوجوههم نقلها الأمن العام إليهم،وعلم أيضًا أنَّ الأمن العام سوف ينقل بالإضافة إلى جثامين اللبنانيين الستة، جثة لمواطن فلسطينيي من مخيم نهر البارد قضى في ظروف مماثلة في الأراضي السورية، فيما نفذ أهالي القتلى والمفقودين اعتصامًا عقب صلاة الجمعة في باحة مسجد المنصوري الكبير في طربلس، وأعلنوا أنَّهم لن يبرحوا الساحة حتى تسليم كل الجثث والكشف عن مصير الباقين وتسليم الأحياء"، وأمهلوا الحكومة حتى صباح الاثنين، إن لم تصل جثامين أبنائهم سينزلون الشارع وسيتواصلون مع أهل عكار للتضامن معهم. واستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الجمعة في السرايا، وإطلع منه على الاتصالات التي يجريها بشأن استعادة جثامين اللبنانيين الذين سقطوا في بلدة تلكلخ السورية. وأبلغ اللواء إبراهيم الرئيس ميقاتي أنَّ عملية تسليمهم ستتم بعد استكمال إجراءات التعرف عليهم . وجاءت هذه الخطوة قبل وقت قليل من الإعتصام الذي نَفَّذّه أهالي القتلى والمفقودين في تل كلخ بعد صلاة الجمعة داخل باحة مسجد المنصوري الكبير في طربلس احتجاجًا على عدم تسليم السلطات السورية باقي الجثث والمفقودين. وأعلن المتحدث باسم الأهالي الشيخ محمد إبراهيم "إنَّنا لن نترك الساحة حتى تسليم كل الجثث والكشف عن مصير الباقين وتسليم الأحياء". وتابع: قلنا للسلطة أنَّه لا يمكننا الصبر بعد الآن فالجثث في البراري منذ 15 يومًا تتحلل"، وأعلن أنَّه "صباح الاثنين سينزل أهالي التبانة والبداوي والقبة وعكار ومجدل عنجر إلى الشارع وسنحضر أبناءنا بأنفسنا". واضاف: "جثث أبنائنا تتحلل وهي مرمية في الشوارع والجثث التي استلمناها كانت مشوهة ولم توضع في البراد، ووزارة الصحة لم تقم بواجبها بالكشف على هذه الجثث ومعرفة متى قتلوا وكيف، والدولة تطلب من الصليب الأحمر الإهتمام بالقضية في حين أنَّ السفير السوري قابع عندنا". واعتبر الشيخ محمد إبراهيم أنَّ "هذه السلطة مع بعض الفئات دون الآخرين، تخلت عن أبنائها إلا أنَّنا تحركنا ونزلنا إلى الشارع"، مشيرًا إلى "بعض التحركات التي ما كانت لتكون لولا أن الدولة عودتنا ألا تتحرك إلا إذا نزل المستضعفون إلى الشارع خصوصًا إذا كانوا من "طرابلس الشام". وانتقد المتحدث باسم أهالي المفقودين والقتلى وجود السفير السوري "الذي لا يزال في سفارته ويزور السياسيين في حين أنَّ أقل ما يجب القيام به هو طرده من لبنان ويجب ألا يعود إلا مع جثث أبنائنا والمعتقلين". وقال: "نمهل السلطة حتى صباح الاثنين، إن لم تصل الجثث فنحن لن نستطيع ضبط الشارع. وإن لم تكن الجثامين في لبنان صبيحة الإثنين فأهل طرابلس سينزلون إلى الشارع كما سنتواصل مع أهل عكار للتضامن معنا. طرابلس مع المستضعفين من أهل الثورة في سوريا لأنَّ الله مع المظلوم ونحن أعلنَّا هذا الأمر منذ البداية، لذا لا تحاولوا الضغط علينا من أجل حرفنا عن مسارنا وإلا فليس مرحب بكم في طرابلس". وجاب المعتصمون،  شوارع طرابلس حاملين الرايات السوداء واليافطات المنددة بالنظام السوري، ووصلت المسيرة إلى ساحة عبد الحميد كرامي وتوقفت حوالى نصف الساعة، أكد خلالها المشاركون أنَّ الاعتصام تحذيري ولتذكير الدولة اللبنانية بضرورة تحقيق مطالبهم قبل الاثنين المقبل.