رئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني

حذّر رئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني من خطورة الأزمة التي تشهدها ليبيا، مؤكدًا أن انتخاب البرلمان الجديد خطوة إيجابية تمهّد للذهاب إلى طاولة الحوار، معتبرًا أنها السبيل الوحيد لخلاص ليبيا وتفادي التقسيم.

وأكد الثني أن القاهرة لن تتدخل عسكريًا في ليبيا من دون طلب مباشر من الحكومة الليبية. وتمنى على كل الأطراف الإقليمية وقف التدخل في الشؤون الليبية وفتح الباب أمام الاطراف للتوافق.

وعن الموقف الأميركي قال المسؤول الليبي في حديث لصحيفة عربية إن الجانب الأميركي يحاول دعم استقرار ليبيا وأضاف أن الوضع الأمني متدهور وهناك شعور أميركي بمسؤولية ملقاة على عاتقهم، لأنهم شاركوا في إسقاط النظام،وعليهم إكمال مسار بناء الدولة وتقوية الجيش والشرطة ودعم الحكومة بالسلاح لمحاربة المسلحين، لافتًا إلى أن واشنطن ستباشر تدريب 1650 ليبيًا في أيلول/ سبتمبر المقبل ليكونوا نواة لكتيبة جديدة، وأوضح أن القوات المسلحة تعاني نقصًا كبيرًا في السلاح والعتاد. وقال إن المشهد في طرابلس يختلف عن المشهد في بنغازي. ففي بنغازي هناك مواجهة بين أنصار الشريعة والدولة، أما ما يحدث في طرابلس فهو صراع سياسي مختلف كليًا، فالمجموعات التابعة لتنظيم القاعدة وأنصار الشريعة تقاتل الدولة في بنغازي، وفي طرابلس هناك مجموعات تريد إسقاط الحكومة، ومن هذا الباب فإن المواجهة في بنغازي تبدو أسهل من طرابلس.وحذر من أن وجود ليبيا كدولة مهدد اليوم، وإذا لم يتدارك الجميع خطورة الموقف فإن ليبيا ستنقسم يومًا ما، شرقًا وغربًا.

معتبرًا أن ما ينقص ليبيا هو الحوار والجلوس إلى طاولة التفاوض. وأضاف مثلما "حدث في لبنان، بعد 15 سنة أدرك اللبنانيون جميعًا أن السلاح لا يحل المشكلة وتوصلوا لاتفاق الطائف". يجب أن نتعلم من دروس الماضي وأن ما من أحد يمكن أن يفرض بالسلاح والقوة هيمنته على المشهد. وتابع أن ليبيا لن تنتظر كما انتظر لبنان، لأن مقومات المصالحة فيها أكثر منها في لبنان، فليست هناك إنقسامات طائفية ومذهبية، وليست لديها تيارات متعددة، هناك فرصة حقيقية اليوم للحوار. داعيًا الجهات الخارجية إلى الكف عن التدخل في الشأن الليبي لفتح الباب أمام الليبيين لحل مشكلاتهم. وأبدى الثني استعداده للتنازل عن السلطة في حال وجود قيادي يتحمّل المسؤولية والأمانة.