اعتبر رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، أن "سياسة حكومة الخرطوم التفاوضية مع بلاده، ظلت تعتمد فرض شروط جديدة، ووضع أجندة مختلفة على طاولة التفاوض بين البلدين في أديس أبابا". وقال سلفاكير بحسب شبكة "الشروق" الإخبارية، خلال احتفال أقامه لاستقبال ضباط جدد وبثه تلفزيون جوبا، "لا نعرف ماذا سيحدث غدًا، لكننا جاهزون ومنفتحون للحوار، ولا نسعى إلى حرب مع السودان، وأن الحوار مع الخرطوم لن يكون إلى ما لانهاية، وأطالب القادة الأفارقة بالتدخل العاجل لوضع نهاية وحد للخلافات بين البلدين"، مجددًا حديثًا أطلقه سابقًا بأنه "غير متحمس للدخول في مفاوضات مستمرة ولا نهائية مع الخرطوم من دون التوافق على نتائج". وتزامن حديث سلفاكير مع تأكيد وزارة الدفاع السودانية في بيان أصدرته مساء الثلاثاء، التزام الحكومة التام بإنفاذ ما تم التوصل اليه في اتفاق التعاون مع جنوب السودان، بما في ذلك إنشاء المنطقة الآمنة المنزوعة السلاح وآليات المراقبة، حيث قال البيان الذي تلاه الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي خالد سعد، إن حكومة السودان تأمل من المجتمع الدولي بأن يمارس الضغوط اللازمة على دولة الجنوب لكي تلتزم باتفاق التعاون الموقع في 27 أيلول/سبتمبر من العام الماضي". وقدم رئيس الوساطة الأفريقية ثابو امبيكي، أخيرًا، دعوة رسمية إلى السودان والجنوب لاستئناف المفاوضات بينهما في أذار/مارس المقبل في أديس أبابا، لإزالة العقبات التي تعترض تنفيذ اتفاق البلدين في محاوره المختلفة، فيما يعتقد المراقبون أن حماس الدولتين للحوار بينهما في أقل درجاته الآن، بسبب تباعد مواقفهما  نتيجة لعدم توفر الثقة بين الطرفين، حيث يراهن كل طرف على عنصر الوقت لتحقيق مزيد من المكاسب، انطلاقًا من الواقع الداخلي الذي تعيشه كل دولة من ضغوط بسبب تراجع الأداء الاقتصادي. وعن ارتباط الأمر بنفوذ عناصر تعمل في كلا البلدين لعرقلة تطبيق الاتفاقات، لم يستبعد الصحافي السوداني الهادي أحمد العوض هذا السبب، وقال في تصريح لـ"العرب اليوم" إن "الاحتمال الأقرب هو أن المفاوضات ستأخذ وقتًا طويلاً حتى يتم التوصل إلى حلول توافقية بين البلدين، وإلى حين تحقيق ذلك، لن يتوقف التراشق الكلامي بين جوبا والخرطوم".