رجل الدين الشيعي العلامة هاني فحص

غيّب الموت صباح اليوم الخميس في بيروت رجل الدين الشيعي العلامة السيد هاني فحص الذي عرف بمواقفه الداعمة للمقاومة الفلسطينية ومناهضته حزب الله، ولا سيما في  قتاله إلى جانب القوات الحكومية السورية

وقد توفي العلامة فحص -وهو أديب ومؤلف وناشط وداعية حوار بين الأديان- اليوم الخميس عن عمر ناهز 68 عامًا نتيجة مضاعفات مرض في الرئة.

وأكدت مصادر عائلية وفاة فحص "بعد صراع طويل مع مرض عضال"، دون إضافة تفاصيل أخرى.

والسيد هاني من مواليد العام 1946 أديب وكاتب ومؤلف وناشط في المجتمع المدني، وداعية حوار بين الأديان، ومن أبرز المنظرين في مجال مقاربة الإسلام لمواضيع الحداثة المطروحة.

له ما يقرب من 13 كتابًا مطبوعًا منها، ماضي لا يمضي، ذكريات ومكونات عراقية، تفاصيل القلب، في الوحدة والتجزئة، الشيعة والدولة في لبنان.

وكان هاني فحص -الذي ولد في جبشيت في جنوب لبنان- تلقى دروسه الدينية في النجف في العراق، ونال من حوزتها الدينية إجازة في اللغة العربية والعلوم الإسلامية.

وفحص من رجال الدين القلائل الذين انخرطوا في العمل الحزبي العلني، وبدأ حياته السياسية مع حركة التحرير الوطني الفلسطينية (فتح) عندما كان مقر قيادتها في لبنان، وكان مقربًا من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وكان الراحل عضوًا في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى -وهو أعلى مرجعية دينية شيعية في لبنان- وعضوًا في المؤتمر الدائم للحوار اللبناني الذي أسسه مع النائب السابق سمير فرنجية. وترشح للانتخابات النيابية مرتين دون أن يفلح في الوصول إلى البرلمان.

وعن موقفه مع حزب الله، كان فحص مقربًا لفترة من الحزب قبل أن تتطور مواقفه إلى النقيض، حيث أخذ على الحزب ما كان يصفه بمبالغته في استخدام القوة لفرض رأيه على الآخرين، وانتقد العلامة بشدة تدخل حزب الله العسكري في سورية.

و اعتبر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أن لبنان "فقد وجهًا بارزًا من وجوه الفكر والعلم والثقافة، وعلمًا من أعلام الحوار والاعتدال والانفتاح في زمن يغلب عليه السيف مكان الكلمة".

وقد نعى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع العلامة فحص، وقال إن البلاد فقدت رمزا من رموز الاعتدال والمحبة بين الطوائف في لبنان.

وأعلن رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في بيان أنه "في غياب العلامة السيد هاني فحص، يخسر لبنان شخصية مميزة طبعت الحياة اللبنانية بفكر نير ورؤية ثاقبة معتدلة نسجت على الدوام اواصر الحوار بين الجميع وكانت نموذجا للاعتدال والوسطية وخير تعبير عن غنى النسيج اللبناني. ستفتقده المنابر لكنه سيبقى علامة مضيئة في تاريخ لبنان".

و نعى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع العلاّمة السيد هاني فحص، وإعتبر أن "لبنان خسر بفقدان العلامة هاني فحص عالمًا ومفكرًا كبيرًا ورمزًا من رموز الاعتدال والمحبة بين الطوائف في لبنان، لقد كان رجل حوار وتواصل بامتياز وسوف يفتقد الوطن لرجالٍ أمثاله".

ونعى العلامة محمد علي الحسيني فحص "سيد الاعتدال عرفناه، وسطي الاسلام، عربي القومية، لبناني الهوية، فلسطيني الهوى لم يقاطع احدا، بل كان هو اداة الوصل والوسيط في الصلح والساعي للاصلاح