وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة

أعلن زعيم أحد الأجنحة الراديكالية في تنسيقية للطوارق في شمال مالي، بلال أغ الشريف، أنه يثق بأن "المشاورات القائمة في الجزائر في شأن اتفاق السلام الذي وُقِّع في منتصف شهر أيار/مايو الماضي، ستتكلّل بالنجاح".

وكشفت "الخارجية" الجزائرية أن بلال أغ الشريف، الذي تتشدّد حركته في شأن مطلب الانفصال عن مالي، زار الجزائر في إطار المشاورات الجديدة التي باشرتها الأخيرة لحلّ هذا الملف. ونُقِل عن أغ الشريف الذي يقود الحركة الوطنية لتحرير أزواد، أنه أعرب عن يقينه بأن الجهود المبذولة من جانب الوساطة الدولية التي تقودها الجزائر، لإيجاد حلّ سلمي ودائم في مالي، ستكلَّل بنتائج إيجابية.

وأوضح أغ الشريف عقب استقباله من قبل وزير "الخارجية" الجزائري رمطان لعمامرة "نحن متيقنون بأن الجهود والمناقشات الجارية في الجزائر، ستعطي نتائج إيجابية ترضي الجميع"، وأضاف أنها ستسمح أيضًا بـ"تسهيل الطريق أمام كل الأطراف لاستكمال اتفاقها، الذي سيشكّل قاعدة للاستقرار والسلام والعدالة والتنمية لمالي، بما فيه إقليم أزواد".

وتنظر الجزائر إلى القيادي بلال أغ الشريف، على أنه الحلقة الأهم في مشاورات السلام التي تقودها، إذ إن حركته هي التي قادت إلى أعوام الحرب ضد القوات النظامية المالية، وتمتلك امتدادًا كبيرًا في شمال مالي، في كبرى مدن الطوارق، ما يميزها عن غيرها من الحركات.

وتابع أغ الشريف "نحن هنا في الجزائر، حيث بدأت المفاوضات التي سمحت بإبرام اتفاق السلم والمصالحة في مالي، الذي وقع يوم 15 أيار/مايو في باماكو، لاستكمال هذا المسار"، وأكد أن استقرار مالي سيدعم استقرار كل المنطقة، مضيفًا أن "التحديات الأمنية أصبحت ذات أهمية على الأصعدة الإقليمية والدولية".

وأعلنت وزارة "الدفاع" الفرنسية، أن قواتها الخاصة قتلت قياديَّين بارزَين في صفوف "الجهاديين" في منطقة الساحل الأفريقي، هما أمادا أغ حما الملقّب بـ "عبد الكريم الطارقي"، وإبراهيم أغ إيناوالين الملقّب بـ"بانا" في شمال مالي.

وأوضحت الوزارة في بيان، أن الرجلين من القادة الرئيسيين لتنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة "أنصار الدين"، موضحةً أنهما طمجموعتان مسؤولتان عن هجمات متطرفة عدة ضد القوات الدولية، وعن تجاوزات متكررة ضد السكان الماليين".

وكان عبدالكريم الطارقي تبنى خطف وقتل الصحافيَّين الفرنسيَّين في إذاعة فرنسا الدولية، غيزلين دوبون وكلود فيرلون، في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 في كيدال شمال مالي، وذكرت الوزارة أن أربعة جهاديين قُتلوا في العملية، التي أتت "بعد تلك التي شلّت حركة أحمد التلمسي، القيادي في حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، لتشكّل ضربة قاسية للجماعات المتطرفة المسلّحة في الساحل".
وتبنّى تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي، هجومين استهدفا هذا الأسبوع في شمال مالي، قوات الأمم المتحدة في مالي "مينوسما".

وذكرت مصادر مطلعة، أن " الناطق باسم إمارة الصحراء في التنظيم عبد الرحمن الأزوادي، أعلن في مكالمة هاتفية معها مسؤولية مقاتلي التنظيم عن الهجومين الأخيرين اللذين استهدفا قوات حفظ السلام الدولية في شمال مالي".

وأكد الأزوادي أن "التنظيم يؤكد مسؤوليته عن الهجوم بالصواريخ على قاعدة تابعة للقوات الدولية في شمال مالي يوم 25 أيار/مايو الماضي"، وأعلن أيضًا "مسؤولية التنظيم عن استهداف موكب كان يضمّ قائد قوة الأمم المتحدة في مالي، وقائد قوة الشرطة فيها".