عناصر من حركة "طالبان"

تنفيذًا لخطة تكثيفها النشاط العسكري مع اقتراب انسحاب غالبية قوات الحلف الأطلسي "ناتو" من أفغانستان بحلول نهاية السنة، هاجمت حركة "طالبان" منطقة أغرستان في ولاية غزني (شرق)، وقتلت خلال 5 أيام أكثر من مائة شخص بينهم مدنيون ونساء وأطفال، وبعضهم بقطع رؤوسهم. وكانت الحركة قطعت رؤوس مدنيين في الأعوام الماضية، بينهم 17 قرويًا خلال احتفال في ولاية هلمند (جنوب) عام 2002، إضافة إلى أشخاص تتهمهم بـ"التجسس" لمصلحة القوات الأجنبية.


وتواترت أنباء الهجوم الواسع لـ "طالبان" قبل 3 أيام من مراسم نقل السلطة من الرئيس المنتهية ولايته حميد كارزاي إلى الرئيس المنتخب أشرف غاني، علمًا أنَّ المتمردين

حققوا تقدمًا في ولايات عدة الصيف الماضي، مستفيدين من الأزمة التي نشبت بين غاني ومنافسه عبد الله عبد الله بعد تبادلهما اتهامات بتزوير نتائج الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 14 حزيران/ يونيو الماضي.


ويقطن القرى التي استهدفها مقاتلو "طالبان" في غزني أفراد من أقلية الهزارة الشيعية المتحالفين مع القوات الحكومية والأجنبية. وأفادت مصادر بأنَّ سكان هذه القرى انخرطوا في صفوف القوات الحكومية، ونصبوا كمائن لمقاتلي الحركة، وقطعوا طرقًا في الولاية خلال الأشهر القليلة الماضية.


وأشار قادمون من غزني إلى أنَّ مقاتلي الحركة هاجموا نقاط تفتيش لإثبات وجودهم والتأثير نفسيًا في القوات الحكومية قبل انسحاب القوات "الأطلسية"، مستبعدين نيتهم إحكام السيطرة على المنطقة لافتقادهم الغطاء الجوي، وخشيتهم من تعرض أماكن وجودهم لقصف من مروحيات أفغانية أو أميركية.


ووصف نائب حاكم ولاية غزني محمد علي أحمدي الوضع في الولاية بأنّه "صعب جدًا بعدما هاجم حوالي 700 مقاتل من "طالبان" الولاية قبل خمسة أيام، لكنَّ الحكومة المركزية تعهدت بإرسال تعزيزات، بينها وحدة كوماندوز".


وأضاف أحد زعماء الهزارة حجي محمد محقق "يتطلب السلام مع طالبان تشكيل حكومة قوية، في وقت تعتقد بأنّها تستطيع القتال في كل ولاية، وإطاحة الحكومة، وما حدث في أغرستان يثبت صعوبة ضمان الأمن بلا دعم دولي".


ويرى خبراء أنَّ السيطرة على أغرستان التي تبعد نحو 200 كيلومتر من كابول ستتيح لـ"طالبان" نقطة تشن منها هجمات على ولايتين حدوديتين، إضافة إلى شريان حيوي يربط العاصمة بقندهار، ثاني أكبر المدن الأفغانية.