المفاوضات بين إيران والدول الست

تجنّبت طهران إعلان التزامها طلبًا أميركيًا لتطبيق البروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة حظر الانتشار النووي، فيما فتحت سويسرا والنمسا اللتان استضافتا غالبية جولات المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، تحقيقًا في شأن تجسس معلوماتي إسرائيلي محتمل على المفاوضات.

وينص اتفاق لوزان الذي توصلت إليه إيران والدول الست في نيسان/ أبريل الماضي، على تطبيق البروتوكول الإضافي الذي يتيح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنفيذ عمليات تفتيش مفاجئة للمنشآت النووية، ودخول مواقع عسكرية.

وأوضح المندوب الإيراني لدى الوكالة الذرية، رضا نجفي، أنَّ "هذه مسائل ما زالت تُناقش، وعلينا أن ننتظر لنرى النص النهائي (لاتفاق نووي محتمل). قبل ذلك، لا يمكننا أن نحكم مسبقًا على أي شيء".

وأضاف خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة في فيينا: "إذا التزم محاورونا الأطر المُتفق عليها، سيكون ممكنًا التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية حزيران/ يونيو".

لكن المندوبة الأميركية لدى الوكالة لورا كنيدي لفتت إلى "أهمية أن تطبّق إيران البند المعدل 3.1 من دون تأخير"، علمًا أنه يُلزم طهران بإبلاغ مبكر بتشييد منشآت نووية جديدة.

 وحضت إيران على تنفيذ البروتوكول الإضافي، مذكّرة بأنها لم تُجِب بعد على أسئلة طرحتها الوكالة في شأن "أبعاد عسكرية محتملة" لبرنامجها النووي.

في المقابل، كرّر نجفي موقف طهران في أن شكوك الوكالة في هذا الصدد تستند إلى وثائق "فبركتها" أجهزة استخبارات أجنبية، لاسيّما الأميركية والإسرائيلية.

وعقد نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جولة مفاوضات أخرى في فيينا مع نظيرتيه الأميركية ويندي شيرمان والأوروبية هيلغا شميد، علمًا أن مسؤولًا أميركيًا بارزًا كان رجّح أن هذه الجولة "صعبة جدًا"، إذ ستشهد "مناقشات تفصيلية" في شأن دخول مواقع عسكرية إيرانية.

وشدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على وجوب "التحقق" من تنفيذ أي اتفاق مع إيران، منبهًا إلى أن "لا تأكيد لدينا في هذا الصدد بعد".

في غضون ذلك، أعلنت النيابة العامة في سويسرا أنها فتحت تحقيقًا جزائيًا ضد مجهول، في أيار/ مايو الماضي، لـ "الاشتباه بتجسس سياسي" استهدف 3 فنادق استضافت المفاوضات النووية، وذلك "بناءً على تقرير رسمي من جهاز الاستخبارات السويسري".

وأشارت إلى "تفتيش منزل في جنيف ومصادرة معدات معلوماتية"، فيما بثّ التلفزيون السويسري أن 3 فنادق استضافت المفاوضات أُصيبت أجهزتها بفيروس معلوماتي.

وفي فيينا، أعلن ناطق باسم وزارة الداخلية النمسوية، أن السلطات تجري تحقيقًا يتعلّق باحتمال استهداف قصر كوبور حيث عُقدت جولات تفاوض.

لكن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، تسيبي هوتوفلي، شددت على أن "كل التقارير عن تورط إسرائيل بالمسألة هي بلا أساس"، وزادت: "الأمر الأكثر أهمية هو أن نمنع اتفاقًا سيئًا سنجد فيه أنفسنا في نهاية المطاف تحت مظلة نووية إيرانية".

وعلّق نجفي متحدثًا عن "أعداء للمفاوضات" النووية، وتابع: "لذلك، الأمر ليس مفاجئًا. نواصل اتخاذ تدابير وقائية من أجل عدم السماح بخروج تفاصيل عن المناقشات إلى العلن، ونحقق نجاحًا في هذا الصدد".

واعتبر سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي، أن "الموجة الأولى" للثورة في بلاده "كانت سياسية ووضعت البنية السياسية للغرب والشرق على المحك"، وتابع: "القضية الفلسطينية كانت منتهية، لكن الثورة أحيتها". وأشار إلى أن "الموجة الثانية هي اقتصادية وثقافية".