كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" عن أهم المقترحات الفلسطينية لقبول عودة التفاوض مع إسرائيل، معلنًا أنه لمس جدية من وزير الخارجية الأميركي جون كيري ، وأعلن أبو مازن العثور على البترول في الصفة الغربية، مطالبا أميركا بالضغط على إسرائيل، لتضع السلطة الفلسطينية يدها على الثروات والموارد الطبيعية في الأراضي الفلسطينية، للوصول إلى الاعتماد على النفس إلى حد ما. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده أبو مازن، مساء الخميس، في حضور بعض رؤساء تحرير الصحف المصرية، وكبار الصحافيين المصريين، في ختام زيارته مصر، حيث من المقرر أن يغادرها صباح الجمعة. وعرض أبو مازن للأوضاع الفلسطينية قائلاً "أبرز المواضيع هي العملية السياسية والتي يقودها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وبعد خطوة توجهنا للأمم المتحدة للحصول على وضع الدولة المراقب، كان هناك فتور بيننا وبين الإدارة الأميركية، حيث كانوا يحاولون الضغط علينا لمنعنا من الإقدام على تلك الخطوة، وبعد فترة شهرين تمت اتصالات مع الإدارة الأميركية مع كيري ثم أوباما، حيث التقينا كيري وبعدها جاءنا أوباما وزار رام الله، وتحدث الأميركان عن نيتهم الصادقة في السير نحو العملية السياسية". وشرح أبو مازن الطلبات الفلسطينية لاستئناف المفاوضات قائلاً "شرحنا لهم ماذا نطلب، والأسس التي نريد أن تتحقق من أجل أن نستعيد المفاوضات مع إسرائيل، وتحدثنا في أمور أخرى كالوضع الاقتصادي والوضع الأمني حاليًا ومستقبليًا، فالوضع الأمني في قضايا الوضع النهائي تحدثنا عنه سابقًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، لكنه مُسح من عقل الحكومة الحالية في تل أبيب.. ولا يوجد أي تسابق بين المسارات، وفي الأساس المسار السياسي، وقلنا لأميركا أنه يجب أن تتوقف النشاطات الاستيطانية في كل الأراضي الفلسطينية وخاصة القدس، عندها سنذهب إلى المفاوضات". وأضاف عباس "واقترحنا أن يعلن نتنياهو وبشكل صريح أنه مع رؤية الدوليتين على أساس حدود 1967 مع تبادلية في القيمة والمثل، وركزنا كثيرًا على موضوع الأسرى سواء قبل 1993 (أوسلو) أو بعدها، خاصة وأن هناك اتفاقًا مكتوب بيننا وبين إسرائيل ولكنهم لم يلتزموا به منذ أكثر من 10 سنوات، كما أكدنا أنه على إسرائيل إذا أرادت أن تستمر بالاستيطان وبخاصة في منطقة (E1) وهي التي تفصل القدس، فلا مفاوضات". وعن القضايا الاقتصادية قال أبو مازن "طلبنا أن نحصل على مواردنا الطبيعية في أراضينا، ومن أبرزها الغاز في البحر الأبيض المتوسط، ثم سأخبركم عن المفاجأة وهو أن هناك بترولاً في الضفة الغربية، وإسرائيل تحفر على بعد 100 متر من الحدود، وتأكدنا من وجود بترول في الضفة، وهذا أمر مؤكد". وأضاف أبو مازن "كذلك لدينا "البوتاس" في البحر الميت، وإسرائيل منذ عشرات السنين تستغله وتقبض الثمن، كذلك منتجعات البحر الميت والمشروعات السياحية، وطلبنا من أميركا أن تضغط على إسرائيل لترفع يدها عن تلك المشروعات، وبالتالي نصبح قادرين على أن نصبح معتمدين على أنفسنا إلى حد ما". وعن التنسيق الأمني مع إسرائيل قال أبو مازن "بالنسبة لقضايا الأمن فهناك ترتيبات أمنية بيننا وبين إسرائيل ونحن ملتزمون بها، وننسق أمنيًا مع إسرائيل ولكن هناك متطلبات لهذا التنسيق لا تقدمها إسرائيل، بمعنى أنهم إذا أرادوا أن يستمر التنسيق فيجب أن تقوم إسرائيل بواجبات كثيرة لاستمرار الهدوء في الضفة كما هو الحال في غزة، فبعد عدوان الـ 8 أيام، نجد أن هناك تنسيقًا وتعاونًا بين إسرائيل وغزة". وأكد أبو مازن رفض وجود أي جندي إسرائيلي في الأراضي الفلسطينية بعد الحل النهائي قائلاً "بالنسبة إلى المستقبل فقد بحثنا مع أولمرت والجنرال جونز (المسئول الأمني الأميركي السابق)، ولكن الحكومة الإسرائيلية الحالية ونتنياهو يريدون أن يبقوا في نهر الأردن 40 سنة، وهذا لا يمكن أن نوافق عليه إطلاقًا، ولكن يمكن أن نقبل بوجود دولي ونتفق على الأماكن ومدة الوجود، ولكن لن نقبل أي وجود إسرائيلي، وهذا اتفقنا عليه مع جونز وأولمرت". وعن المباحثات مع الولايات المتحدة قال عباس "كيري جاء أكثر من مرة للمنطقة، والتقيته 5 مرات وبعدها التقيت أوباما، وسيأتي كيري في يوم 23 من شهر أيار/ مايو الجاري، وسيلتقي يوم 17 مع صائب عريقات، وإذا وافق نتنياهو على مقترحاتنا فسنسير في المفاوضات، وإن لم يوافق فنحن كدولة مراقب لدينا حقوق، ومن حقنا أن نستفيد من حقوقنا". وتطرق عباس إلى الوضع في سورية قائلاً "نحن نعيش في خضم الحراك العربي، ونحن لم نُبدِ رأيًا في ما جرى وفي ما يجري، سواء في تونس وليبيا ومصر واليمن أو في سورية، ونحن كل الذي قلناه إن على الشعوب العربية أن تقرر مصيرها بيدها، ولا نتدخل في الشؤون العربية، وهذه سياستنا منذ عقود، بعد أن ارتكبنا "بعض الخطايا" في فترلات معينة، ولا نريد أن نعود إليها". وأضاف عباس "ما يجري في سورية نجد أن أي مراقب يراه "خطيرًا وصعبًا"، ونتمنى أن يحلوا هذه المشكلة عبر الحوار ولكن نحن لا نتدخل وهذا أمر يعود للشعب السوري، وأعتقد أن أفضل أسلوب للحل هو وقف شلال الدم والمذابح للشعب السوري العظيم، وأدعو أن يحمي الله سورية والوطن العربي، ولا نعرف ماذا سيأتي في المستقبل من أحداث ربما تصيبنا وتصيب غيرنا". وردًا على سؤال من رئيس مجلس إدارة مؤسسة "المصري اليوم" د.عبد المنعم سعيد عن احتمال أن يكون استئناف المفاوضات مرة أخرى غطاءً لشيء آخر ربما يكون استهدافًا أميركيًا لإيران قال أبو مازن "لا شك أن هناك أزمة حقيقية بين أميركا وإيران، ولا شك أن الوضع العربي يشغل أميركا بشكل أو بآخر، وهناك سبب وجيه لم ينتبه له أحد سوى إسرائيل، فحين ذهبنا للأمم المتحدة في البداية ذهبنا لمجلس الأمن، وأُغلقت الأبواب في وجهنا بسبب الفيتو الأميركي، ويرجع سبب فشلنا إلى الضغوط الكبيرة على الدول، ولهذا قلنا أن نذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وواجهنا أيضًا ضغوطًا، لأن إسرائيل تعرف تمامًا معنى أن نكون "دولة مراقب"، الآن تبعات هذا ربما تكون أخطر، وهي المنظمات الدولية ذات الاختصاص والاتفاقيات وعددها 36 تقريبًا، وهذا بالنسبة إلى إسرائيل في منتهي الخطورة، ولهذا تريد التفاوض، وأنا بصراحة عندما يأتيني كيري يقول لي إنه يريد أن يقوم بجهد من أجل استئناف المفاوضات لا أستطيع أن أقول له لا باعتبار أن جهده سيبوء بالفشل". وأضاف أبو مازن "نريد أن نكون "حسنو النية"، ونقول إن أمريكا تريد أن تتحرك وفي فترة محددة، وبالتالي من الممكن أن نجرب، ولهذا لا أقول إن هذا غطاءٌ لما يجري بين أميركا وإيران، فهذا أمر قد يحدث في أي وقت، وربما تتدخل أميركا في سوريا بأي شكل، كفرض منطقة حظر قوي أو شن غارات مباشرة، ولكن عندما نرى كيري يقول إن أميركا تريد التحرك، وبالفعل تم عقد 10 لقاءات بيننا وبين الجانب الأميركي، فأنا أقول إن هناك جدية، ولكن القدرة على الضغط على نتنياهو هذا موضوع تكشفه أيام وأسابيع قليلة وليس أشهر". ولفت أبو مازن إلى حجم الضغوط والتهديدات الأميركية على السلطة الفلسطينية لمنعها من الذهاب إلى مجلس الأمن أو إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلاً "قال لي مسؤول أميركي إذا ذهبتم لمجلس الأمن فهذا سيكون "قنبلة نووية"، وإذا ذهبتم للجمعية العامة فهذا سيكون بمثابة "قنبلة ذرية". وحضر اللقاء من الجانب الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لحركة "فتح" صخر بسيسو، وعضو اللجنة التنفيذية لحركة "فتح" عزام الأحمد، وسفير فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية د. بركات الفرا، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة "المصري اليوم" الدكتور عبد المنعم سعيد، ونقيب الصحافيين السابق الأستاذ مكرم محمد أحمد، ورئيس تحرير صحيفة "الأسبوع" مصطفى بكري، ورئيس تحرير صحيفة "روز اليوسف" جمال طايع، وعدد من كبار الصحافيين المصريين والفلسطينيين.