دعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، السبت، من العاصمة التشادية أنجمينا، حيث يشارك في القمة الاستثنائية لتجمع دول الساحل والصحراء، إلى ضرورة جلوس مختلف مكونات الشعب المالي على طاولة المفاوضات، من أجل إيجاد حل لمشكلة الشمال، التي تشهد عدم استقرار منذ أشهر عدة. وقال ولد عبدالعزيز إن "الحوار من شأنه جلب تفاهمات سياسية تفضي إلى المحافظة على الوحدة الترابية لجمهورية مالي، وتأخذ في الحسبان ضرورات التنمية المحلية وحقوق الإنسان، وأن موريتانيا وعيًا منها لتهديد الجماعات الإرهابية على المنطقة عمومًا خلال عامي 2010 و2011، قامت بالعديد من الجهود من أجل صد ذلك الخطر، كما أنها قدمت أرواحًا بشرية وكلفة مادية كبيرة لإبعاد شبح الإرهاب عن حدودها، كما أنها استحدثت آليات لتعزيز الأمن في موريتانيا، وتجلى ذلك من خلال ضبط الحالة المدنية، وتحديد نقاط عبور على طول الحدود، التي تعتبر معابرًا للجماعات الإرهابية في بلاد المغرب الإسلامي، على الرغم من التكلفة الغالية لهذه المقاربة لكنهم ماضون في هذا المسار"، مشددًا أمام عدد من نظرائه قادة الدول الأعضاء وممثلي المنظمات المحلية والإقليمية، على أن "بلاده لن تتدخر جهدًا في سبيل تأمين حدودها وصدّ تلك الجماعات المسلحة، رغم التكلفة العالية التي تتطلب العديد من الجهود والمخططات، وأن شعبه حريص على تعزيز الروابط العربية والأفريقية، ولذلك عملت موريتانيا منذ الاستقلال على توسيع مجال الدعوة وإثراء مضمونها"، وتأتي هذه القمة الاستثنائية لتجمع دول الساحل والصحراء، في ظل تواصل مهمة القوات الفرنسية والأفريقية في مالي، وستعكف على ضرورة إعادة إصلاح هذا التجمع في ظل المخاطر التي تهدد منطقة الساحل. ولفت الرئيس الموريتاني، إلى أن بلاده تتعرض بالإضافة إلى تدهور الوسط البيئي، إلى تحديات أخرى لا تقل عنه خطورة تتمثل في المحافظة على الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي، وأن التدخل العسكري الأخير في جمهورية مالي الشقيقة مكن من توجيه ضربة إلى الجماعات الإرهابية، تحررت على إثرها مدن الشمال المالي وأعادت الأمل إلى ساكنتها في الأمن والاستقرار بعد معاناة دامت أكثر من 6 أشهر، وتعزيزًا لهذه الخطوة المهمة ينبغي فتح قنوات الحوار بين مكونات الشعب المالي، من أجل تفاهمات سياسية تفضي إلى المحافظة على وحدة مالي وتأخذ في الحسبان ضرورات التنمية المحلية وحقوق الإنسان". وأكد الرئيس ولد عبدالعزيز أن "شعبه لا يزال حريصًا على تعزيز الروابط العربية الأفريقية، من خلال نشاطاتهم الاقتصادية والثقافية والدعوية، حتى غدت تلك رسالتهم وهي الرسالة التي استلمتها الجمهورية الإسلامية الموريتانية غداة الاستقلال، فعملت على توسيع مداها وإثراء مضمونها، وإننا نجد أنفسنا اليوم أكثر التزامًا بالرسالة التي حملناها للتصدي لدعوة الكراهية والفرقة، مهما كان مصدرها، تطرفًا دينيًا نابعًا من الجهل، أو تعصبًا عنصريًا يتجاهل حقائق التاريخ ووقائع الجغرافيا".