الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
اتهم الأمين العام للحركة الشعبية "قطاع الشمال" في السودان ياسر عرمان، الحركة الإسلامية بـ"الفشل"، قائلاً إن "تجربتها في حكم السودان انتهت بارتكابها جرائم الإبادة الجماعية وتقسيم السودان"، فيما رد القيادي في الحركة الإسلامية الدكتور ربيع عبدالعاطي عبيد، عبر "العرب اليوم"، بالقول إن "عرمان ليس مؤهلاً للحكم على تجربة الحركة الإسلامية في السودان". وأضاف عرمان في ندوة أُقيمت في الولايات المتحدة الأميركية، أن "الحركات الإسلامية أصبحت خطرًا على استقرار ووحدة أفريقيا، وأن بعض منها يحكم الآن بلدان ً أفريقية مهمة مثل السودان ومصر وتونس، وتلعب الحركة دورًا بارزًا في ليبيا والصومال حاليًا، كما أنها تنادي بتقسيم كينيا وتنزانيا"، مشيرًا إلى أن "معظم كوادر هذه الحركات الإسلامية والتيارات المتشددة، تخرجوا من جامعة أفريقيا العالمية في السودان"، داعيًا المثقفين الأفارقة إلى التصدي لظاهرة "الإسلام السياسي". وقال الأمين العام للحركة الشعبية، إن "الحركة الإسلامية لا تعترف بالتعدد والتنوع الإنساني والثقافي، ولا تعترف بالديمقراطية حتى وإن أوصلتها إلى الحكم، وإنها تقف ضد حقوق النساء والديانات الأخرى، وأن الجبهة الثورية ستتطور كمنبر ديمقراطي عريض يساهم في تأسيس دولة سودانية على أسس جديدة". وفي تعليق له على هذه الاتهامات، قال القيادي في الحركة الإسلامية وعضو القطاع السياسي للحزب الحاكم في السودان، الدكتور ربيع عبدالعاطي عبيد، في تصريحات لـ"العرب اليوم"، إن "عرمان ليس مؤهلاً للحكم على تجربة الحركة الإسلامية في السودان أو غيرها من الحركات، وأن ما صرح به يجافي الحقيقة والواقع، لأنه يكشف عما في نفسه من كراهية للحركة وتيارها العريض في السودان، وأن الرجل يُصنف بأنه (عدو للسودان)، لذا يأتي حديثه بالنسبة لنا في الحركة الإسلامية في هذا السياق". وفي سؤال لـ"العرب اليوم" عن انتقادات يوجهها أعضاء داخل الحركة لمنهجها وتجربتها في الحكم، أجاب الدكتور عبدالعاطي أن "تجربة الحركة الإسلامية تجربة ممتدة، وأن محطتها النهائية ليست معلومة لأحد، فهي محطة بعيدة لا يدعي أحد أنه قد وصل إليها، وأن ما لم تُكمله أجيال اليوم تستطيع أجيال الحركة القادمة إكماله"، فيما اعترف بأن "تجربة الحركة الإسلامية في الحكم صاحبتها بعض الإخفاقات، لكن العبرة ليست بالسلبيات أو الإخفاقات، إنما العبرة في المرجعيات، فإذا كانت هناك مرجعيات للحركة فكل إخفاق يمكن معالجته والتصدي له في إطار هذه المرجعية"، مؤكدًا أن "الدعوات للإصلاح شعار محدود داخل جسم الحركة، التي إذا وصلت يومًا ما إلى قناعة بأن قيادتها لا ترى ما تراه، فإنها تسير في منحى الضلال"، حسب قوله.