الطيار الاردني معاذ الكساسبة

نفت مصادر في الحكومة الأردنية، ما تداولته وسائل إعلامية تفيد بإعدام الطيار الأردني المختطف لدى تنظيم "داعش" قبل يومين إثر سقوط طائرته أثناء المشاركة في مهمات عسكرية على مدينة الرقة.

وأكدت المصادر أنَّ الحكومة الأردنية تواصل جهودها لإطلاق سراح الطيار معاذ الكساسبة، مشيرة إلى أنَّ طلب التنظيم من عمان الانسحاب من التحالف الدولي وإخلاء سبيل عدد من أسرى التنظيم ومؤيديه.

من جهته، لم يعلن "داعش" عبر حساباته الكثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي تأكيد نبأ إعدام الأسير الكساسبة، حيث إنَّه دائمًا اعتاد على نشر صور أو تسجيلات للعمليات التي يقدم عليها مسلحوه.

وكانت مصادر إعلامية زعمت، السبت، أنَّ تنظيم "داعش" أقدم فجر الجمعة على إعدام الطيار الأردني الأسير لدى التنظيم معاذ الكساسبة بعد فشل محاولة إنزال أميركية لتحريره من الأسر.

وأفادت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية، أنه بعد فشل الغارة الأمريكية ليلة الجمعة على الرقة في تحرير الكساسبة، رد "داعش" على العملية بإعدام الطيار الشاب.

وذكرت الصحيفة، السبت، أن غارتين مشتركتين بين الولايات المتحدة والأردن، حاولتا تحرير الطيار الأسير، بعد تحديد المنزل الذي كان محبوساُ فيه على بعد 20 كيلومتراً من وسط مدينة الرقة، معقل "داعش".

وأشارت إلى أنَّ الطيار كان موجودًا في مبنى يستعمله التنظيم لسجن رهائن غربيين أيضًا، وأنَّ المعلومات الاستخباراتية أكدت وجود الأسير في المبنى المستهدف، ما فتح المجال لتنظيم عملية إنقاذ عسكرية معقدة بمشاركة قوات نخبة أميركية وأردنية، مع تغطية جوية كبرى.

وأوضحت أنَّ أحد أسباب فشل العملية ربما يعود لوجود البغدادي شخصيًا في الرقة بعد عودته من الموصل في العراق، ما جعل التنظيم يكثف من حضوره الميداني وينشر قوات إضافية ومدفعية متنوعة في محيط المدينة.

وأبرزت الصحيفة التي لم تذكر تفاصيل العملية وفشلها أو كيفية مقتل الطيار الأردني، أن كثافة جدار النار الجوي الذي لجأ إليه "داعش"، جعل تغطية العملية على الأرض محفوفة بالمخاطر، ما دعا القادة العسكريين الأميركيين إلى رفض المغامرة بسقوط مقاتلة أو طائرات مع طياريها في يد التنظيم.

وأعلن تنظيم "داعش"، أنَّ طيران التحالف الدولي نفذ، فجر الجمعة، عملية إنزال فاشلة بهدف تحرير الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أسره التنظيم الأسبوع السابق، وحاولت قوات التحالف تنفيذ عملية الإنزال بعد أن نقل التنظيم الطيار الأسير، مساء الخميس، إلى أحد مقراته في منطقة السكن الشبابي القريبة من شارع الساقية الذي تمت محاولة الإنزال فيه.

وبينَّت أنَّ طيران التحالف الدولي بدأ حملة مكثفة من التحليق على علوّ منخفض، مساء الخميس، وشنَّ 13 غارة جوية استهدف فيها الفرقة 17 شمال الرقة ومنطقة الفروسية شمال غرب المدينة.

ونشر "داعش" عددًا من الحواجز الثابتة والمتنقلة التي انتشرت داخل وعلى أطراف مدينة الرقة، ونشرت خلالها مضادات الطيران وسط استنفار تام لعناصر التنظيم في مدينة الرقة، مشيرة إلى أنَّه بين الساعة الثانية والثانية والنصف فجرا حاولت مروحيتان تابعتان للتحالف الدولي إنزال مظلي لجنود تابعين له في ريف الرقة الشرقي، وأنهما باءتا بالفشل بعد أن واجهتا إطلاقا كثيفا للنيران في اتجاههما من جانب مسلحي التنظيم.

وبعد هذه المحاولة بدقائق قليلة، حاولت مروحيتان تابعتان للتحالف الدولي الهبوط مجددًا قرب شارع الساقية في منطقة السكن الشبابي في المدينة، وحاولتا إنزال جنود تابعين للتحالف، إلا أنهما وجدتا مواجهة عنيفة، واستمرت هذه الاشتباكات أكثر من نصف ساعة، شارك فيها طيران التحالف بالرشاشات الثقيلة والتحليق على علوّ منخفض وسط خرق لجدار الصوت دون تسجيل أي تراجع لقوات "داعش"، وهو ما اضطر المروحيتين للصعود مجددًا إلى سماء مدينة الرقة دون عملية الإنزال.

ولم تعلق قوات التحالف الدولي أو السلطات الأردنية على هذه الأنباء التي أكدتها مصادر أخرى من تنسيقيات الثورة في محافظة الرقة، بينما نفى مركز الرقة الإعلامي أنباء محاولة الإنزال.