اللجنة المركزية لحركة فتح

وجهت اللجنة المركزية لحركة فتح، السبت، انتقادات شديدة اللهجة إلى  "حماس" المُسيطرة على قطاع غزة، واتهاماتها بارتكاب جرائم ضد كوادر وعناصر الحركة في القطاع أثناء العدوان الإسرائيلي.

وعبرت حركة فتح عن تقديرها لصبر وتحمل أعضائها لممارسات حماس التي ارتكبت في حقهم أبشع الجرائم والانتهاكات، في وقت كانت آلة الحرب الإسرائيلية تفتك بالشعب في قطاع غزة، ولا تميز بين أحد منهم.

وأدانت اللجنة المركزية بأشد العبارات إقدام حماس أثناء العدوان بإطلاق الرصاص على أجساد العشرات من كوادر وأعضاء حركة فتح، والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، وتكسيرهم، ليتلقى بعضهم العلاج في مستشفيات رام الله، والخليل، ونابلس، إضافة إلى فرض الإقامة الجبرية على أكثر من ثلاثمائة من كوادر وأعضاء الحركة في منازلهم، بالرغم من إدراك حماس مدى خطورة ذلك على حياتهم وحياة أسرهم، في ظل العدوان والقصف الإسرائيلي.

وأعربت اللجنة عن استنكارها الشديد لإصرار حماس على بقاء المعتقلين السياسيين من كوادر ومناضلي حركة فتح في سجونها، بالرغم من إخلاء هذه السجون التي تعتبر هدفًا مباشرًا للقصف الإسرائيلي، وفي مقدمة هؤلاء المعتقلين المناضل زكي السكني.

وأضافت مركزية فتح "انطلاقًا من المسؤولية الوطنية، وطبيعة اللحظة الحرجة التي يتعرض عبرها الشعب الفلسطيني للعدوان الإسرائيلي، ومن الحرص على بقاء الجبهة الداخلية الفلسطينية موحدة ومتماسكة وصلبة في مواجهة العدوان، آثرت الصمت وعدم التطرق لهذه الممارسات في وسائل الإعلام أثناء العدوان، بالرغم من الضغوط الكبيرة الداخلية من كوادر وأعضاء ومناضلي الحركة".

وأشارت الحركة إلى عميق أسفها لتمادي حركة حماس لا سيما عندما تجاوزت ممارساتها كل الحدود، وبدأت تمس معظم شرائح الأهل في قطاع غزة، عندما سيطرت حماس وأجهزتها المختلفة على المساعدات الغذائية والدوائية التي كانت تأتي عبر المعابر من الضفة الغربية، ومن الدول الشقيقة والصديقة، وقامت بتوزيعها على جماعتها عبر جهاز الدعوة في المساجد، أو بيعها في السوق السوداء.

وتساءلت اللجنة المركزية "هل من يريد مواجهة العدوان الإسرائيلي أو من يريد الوحدة الوطنية يقوم بهذه الممارسات البعيدة عن تقاليدنا الوطنية؟ ومن يريد لحكومة الوفاق الوطني أنّ تقوم بدورها في إغاثة أهل غزة وإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية يقوم بالاعتداء الذي قامت به الجماعات المسلحة لحركة حماس على وزير الصحة جواد عواد، عندما ذهب ممثلاً لحكومة الوفاق الوطني، لممارسة مهامه في القطاع في بداية العدوان؟ ويصر على الإبقاء على حكومة ظل مكونة من 27 وكيلاً يتحكمون في الوزارات كبديل لحكومة الوفاق؟".

ودعت اللجنة المركزية جماهير الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية إلى الوقف بحزم أمام هذه الممارسات، التي من شأنها تعميق الجرح الفلسطيني، وإطالة المعاناة لقطاع غزة، وتعميق الانقسام الذي تسعى له جاهدة لتجاوزه، والانطلاق بخطى ثابتة نحو توحيد الوطن الفلسطيني، مؤكدة أهمية قيام حكومة الوفاق الوطني بدورها، وأنّ يسمح لها ببسط ولايتها على كل المناطق الفلسطينية، لًمّا لذلك من أهمية قصوى في إعادة إعمار غزة، وتجاوز المعاناة والكارثة التي حُلت في القطاع.

وأشادت اللجنة المركزية بجهود مناضلي حركة فتح في الضفة والقدس، وكل أبناء الشعب الذين هبوا لدعم إخوانهم في القطاع، ونظموا الحملات لجمع المساعدات من غذاء وماء ودواء وألبسة وكل ما تطلبه الحياة الإنسانية اليومية، وإرسالها إلى أشقائهم في قطاع غزة، مؤكدة إصرارها على وحدة الشعب الفلسطيني وتحقيق إرادته وأهدافه المتمثلة بالخلاص من الاحتلال الإسرائيلي ونيل الحرية والاستقلال.