متظاهرون عراقيون

تجدّدت، الجمعة، التظاهرات الشعبية في عموم محافظات العراق للتنديد بسوء الخدمات، والفساد في المؤسسات الحكومية والقضاء، نتج عنها الكثير من الإصلاحات التي أعلنها رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، فيما اعلن المتظاهرون أن هذه الإصلاحات هامشية وغير مهمة، ولم تحقق أهدافهم، لافتين إلى أنها لم تكن أكثر من "مورفين" وأداة "احتيال" على المواطنين، مهددين بـ"تحويل التظاهرات مطلع العام المقبل إلى حركة اعتصامات واسعة، وقد تتسبب في شل الحركة بشكل عام في بغداد".
وخرج المئات في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات في (بابل وكربلاء والنجف والديوانية والمثنى وذي قار وواسط وميسان والبصرة وديالى)، عصر الجمعة.

وشَهِدت بغداد تظاهر المئات في ساحة التحرير وسط العاصمة، مطالبين بالقضاء على الفساد، ووضع المعالجات الحقيقية للأزمات الأمنية والاقتصادية التي تشهدها البلاد، مهددين بتحويل التظاهرات إلى حركة اعتصامات واسعة في حال عدم الاستجابة للمطالب، واصفين إصلاحات العبادي بأنها لم تكن أكثر من "مورفين" وأداة "احتيال" على المواطنين.

وقال المتظاهرين ان "حركة التظاهرات التي بدأت منذ أكثر من خمسة أشهر مستمرة ولن تنتهي ما لم تؤدِّ اهدافها ومطالبها بإجراء الاصلاحات وبناء دولة مؤسساتية حقيقية"، مؤكدين أن "الحكومة اثبتت ومن خلال التعامل مع المطالب التي تطرح في كل جمعة انها غير جادة أو حازمة لإنهاء معاناة الشعب جراء ما لحق به من عمليات الفساد والفوضى".

وهدد المتظاهرون بـ"تحويل التظاهرات مطلع العام المقبل الى حركة اعتصامات واسعة، وقد تتسبب في شل الحركة بشكل عام في بغداد"، على حد وصفهم، منوهين إلى ان ذلك ياتي "من أجل الضغط على المسؤول الحكومي بشكل اكبر للالتفات الى ما تطالب به جماهير التحرير، وبقية منصات المتظاهرين في المحافظات العراقية".

ووصف المتظاهرون الإصلاحات بأنها "ترقيعية"، في حقيقتها لم تكن موجودة اصلاً على واقع التطبيق حتى نطلق عليها وصفًا، حيث اعتمدت المساس والوصول الى رواتب الموظفين والمتقاعدين دون المساس برواتب المسؤولين.

وهددوا  بـ"اقتحام المنطقة الخضراء مع جموع المتظاهرين في ساحة التحرير، ولن تستطيع القوات الأمنية ايقاف حركتنا أو التصدي لمنعنا في حال بقي الحال كما هو عليه"، واصفين تلك الاصلاحات بـ"المورفين وأداة تخدير واحتيال على المواطنين".

وجدّد المئات من المتظاهرين، في الديوانية ، الجمعة،  مطالبتهم بالإصلاحات التي وعدت بها الحكومات الاتحادية والمحلية، والتي لم ينفذ منها أشياء حقيقية تسهم في اصلاح أوضاع البلاد، وتنقذ العراق وشعبه من "حيتان"، السياسة وزمر الفساد ورموزه.

وطالب المتظاهرون، مكتب تحقيقات الديوانية بـ "الكشف عن مصير 82 مليار دينار، تم تخصيصها لبناء مدارس الى تربية الديوانية، لكنها فُقدت ولا نعرف في أي الجيوب استقرت".

واعتبروا تسويف مطالب المتظاهرين، ورهان الساسة على الوقت ليخمدوا صوت الشعب ورغبته في الإصلاح، لن يكون في مصلحة أحد من الساسة.

وأكّدوا ان "التظاهرات مستمرة في المحافظة ولن تخمد شعلة الشارع، وسنعلن الأسبوع المقبل عن تنسيقية للتظاهرات تضم رموزا وقيادات وطنية وشبابية مختارة، لتوحيد المطالب والتوجهات بما يصب في مصلحة المحافظة".

وتجمّع العشرات في كربلاء وسط المدينة لمطالبة الحكومة باجراء المزيد من الاصلاحات، التي تصب في صالح محاربة الفساد وتامين الخدمات العامة.

واحتفل المتظاهرون أيضًا بتقدم القوات العراقية في الحملة العسكرية لاستعادة مدينة الرمادي من تنظيم "داعش".

وخرجت احتجاجات مماثلة في محافظات ميسان وذي قار والمثنى وواسط جنوبي البلاد.

وهتف المتظاهرون على مقرب من ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية لإنقاذ أهوار البلاد من الجفاف، بعد خفض مستوى المياه فيها، مما ادى لنفوق الحيوانات، وبات سكانها عرضة للامراض.

وطالب المحتجون في محافظة بابل بتفعيل آليات لمكافحة الفساد، وإجراء إصلاحات أوسع.

وتظاهر المئات في البصرة من المواطنين قرب ديوان المحافظة للمطالبة بارساء الامن في البصرة، اثر تسجيل عمليات خطف وقتل في الاسابيع الاخيرة.

وطالب المحتجون خلال التظاهرة التي شارك فيها عدد من ذوي ضحايا تلك الجرائم، بإجراء إصلاحات واسعة تشمل إصلاح الوضع الأمني، وتنفيذ عقوبة الإعدام بحق المتورطين بارتكاب جرائم القتل، الذين أُلقي القبض عليهم في الآونة الأخيرة، والكشف عن الجهات التي تقف خلفهم، أو تحاول الدفاع عنهم.