متظاهرون عراقيون

جدد العشرات من العراقيين المنددين بسوء الخدمات والفساد في مؤسسات الحكومة والقضاء، الجمعة، تظاهراتهم في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات، وتظاهر المئات في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، للتأكيد على استمرار تلك التظاهرات والتمسك بالمطالب السابقة التي رفعت خلال الجمع الماضية.

وشهدت تظاهرة الجمعة محاولة عدد من المتظاهرين عبور حاجز الصد الأمني فوق جسر الجمهورية باتجاه المنطقة الخضراء، إلا أن القوات الأمنية تعرضت لهم بالضرب وأجبرتهم على التراجع، وأكد عدد منهم أن تلك المحاولة لن تكون الأخيرة وستشهد الجمع المقبلة محاولات من هذا النوع للضغط على أصحاب القرار بصورة أكبر.

وشدد المتظاهرون على الحكومة تنفيذ إصلاحات حقيقة وواقعية لمعالجة المشاكل الكبيرة التي تعتري مفاصل المؤسسات العراقية وليس الاكتفاء بالتصريحات والخطب والإصلاحات المزيفة، وفي محافظة بابل، جدد العشرات من الأهالي تظاهراتهم وسط مدينة الحلة، للمطالبة بتنفيذ الإصلاحات ومحاربة الفساد وإقالة المحافظ صادق السلطاني، وطالبوا بتنفيذ مضامين ورقتي الإصلاح، وتنمية الاقتصاد وحماية المنتج الوطني وعدم المساس برواتب الموظفين والمتقاعدين، واسترداد الأموال المنهوبة للخروج من الأزمة المالية، وشددوا على رفضهم بيع أملاك الدولة للمتنفذين وسراق المال العام.

وفي محافظة كربلاء، جدد العشرات من الأهالي تظاهراتهم في ساحة الانتفاضة الشعبانية، وسط مدينة كربلاء، للتأكيد على مطالب المتظاهرين الماضية بإجراء اصلاحات حقيقية في الحكومة ومؤسساتها، مؤكدين أنهم مازلوا يطالبون بإقالة رئيس القضاء الأعلى مدحت المحمود وتفعيل دور المدعي العام لتمكينه من فتح ملفات الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة.

وطالب المتظاهرون إعادة فتح ملف استجواب محافظ كربلاء عقيل الطريحي وحل هيئة الاستثمار وإعادة تعيين أعضائها وفق معايير النزاهة والكفاءة، فضلا كشف الذمم المالية لأعضاء الحكومة، وأشاروا إلى أن الحكومة والسياسيين بشكل عام لم يستجيبوا لمطالب الجماهير التي طالما أيدتها المرجعية العليا وأصروا على التمسك بمصالحهم الحزبية والشخصية، وعدا المتظاهرين إلغاء المرجعية الدينية في النجف للخطبة السياسية في صلاة جمعة اليوم، هو بمثابة رفع اليد عن جميع السياسيين والحكومة، وأن النجف أصبحت غير راضية عن كل من يشارك في هذه الحكومة.

وقررت المرجعية الدينية العليا أن تكون الخطب السياسية بالشأن العراقي التي يلقيها ممثلها في كربلاء ليست أسبوعية كما جرت العادة في السنوات الماضية، وقال ممثل المرجعية في كربلاء السيد أحمد الصافي "كان دأبنا في كل جمعة أن نقرأ في الخطبة الثانية نصا مكتوبا يمثل رؤى وآراء المرجعية الدينية في الشأن العراقي، ولكن تقرر أن لا يكون ذلك أسبوعيا في الوقت الحاضر بل مما يستجد من الأمور وما تقتضيه المناسبات".

وتظاهر المئات من أهالي محافظة النجف الأشرف، الجمعة، قرب مجسرات ثورة العشرين وسط المدينة، مجددين مطالبهم بالإصلاح ومحاربة الفساد، وأطلق المتظاهرون "حملة المليون توقيع لمحاسبة الفاسدين"، وتهدف إلى حشد المواطنين للتظاهر والضغط باتجاه تنفيذ الإصلاحات ومحاربة الفساد، مع الحفاظ على سلمية التظاهرات.

ونظم العشرات من محافظة ميسان تظاهرات، الجمعة، أمام المبنى الحكومي وسط مدينة العمارة، للمطالبة بحل مجالس الأقضية والنواحي والمحافظة، مجددين دعوتهم بالقضاء على الفساد وتطبيق الإصلاحات الحقيقية، وحذروا من المعالجات الاقتصادية للحكومة على حساب "رواتب الموظفين"، وطالبوا بحل مجلس المحافظة وكذلك مجالس الأقضية والنواحي في ميسان وإعادة تعيين أعضائها وفق معايير الكفاءة والنزاهة، مؤكدين أن قرارات حكومة المركز بشأن مواجهة الأزمة المالية وهبوط أسعار النفط لا يمكن أن يؤثر على رواتب الموظفين، محذرين من المعالجات التي تعتمد المس والتلاعب بقوت الموظفين الشهري.