قامت قوات الأمن المصرية بإغلاق العديد من الأنفاق المنتشرة على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة، من خلال ضخ مياه الصرف الصحي فيها، في حين أعلنت حكومة "حماس" عن إغلاق أنفاق أخرى، نظرًا لعدم أهليتها، أو سوء استعمالها في التهريب، حيث أكدت مصادر فلسطينية أن الجانب المصري يقوم منذ أيام بضخ مياه الصرف الصحي في الأنفاق لمنع استخدامها. وقد أكد مصدر أمني مصري أن الحملة التي تشنها السلطات الأمنية المصرية قد بدأت قبل خمسة أيام، مشيرًا إلى أن الأمن يستخدم المياه لإغلاق الأنفاق، عن طريق رفع المياه من إحدى الآبار. هذا، وقد اعتبرت مجلة "بيزنس ويك" الأميركية أن تدمير مصر لتلك الأنفاق يعد تأكيدًا منها على استئناف التزامها باستعادة السيطرة على شبه جزيرة سيناء. كما رأت المجلة الأميركية أنه وبالرغم من آمال "حماس" بأن يكون النظام الجديد في مصر بقيادة "الإخوان" أكثر تعاطفًا مع غزة، فإن الرئيس محمد مرسي لم يخفف من حصار القطاع أبدًا، كما أنه شن حملة عسكرية بعد مقتل 16 جنديًا مصريًا على الحدود بنيران مجهولين، ما يعني أن مرسي و"الإخوان" لم يكن لديهم هذا القدر من التعاطف، الذي كانت "حماس" تتوقعه، وأن الأمن الداخلي أهم بكثير من تقارب وجهات النظر بين الطرفين. ولفتت المجلة الأميركية إلى أن هناك احتمالاً بأن تكون تحركات مصر لإغلاق الأنفاق نوعًا من الضغط على "حماس" لإتمام المصالحة الفلسطينية، خاصة أنها تزامنت مع اللقاءات بين "فتح" و"حماس" للانتهاء من المصالحة، وإقرار الاتفاقات الخاصة بالحكومة الجديدة والانتخابات التشريعية. كما أشارت المجلة إلى أن تلك الخطوة المصرية قد أثارت دهشة وغضب "حماس"، التي كانت تأمل في علاقات أفضل بكثير مع مصر، بعد انتخابات 2012، التي جاءت بالرئيس محمد مرسي، المنتمي لجماعة "الإخوان المسلمين"، القريبة فكريًا من حركة "حماس".