تشهد مدينة الفولة، كبرى مدن غرب كردفان، السبت والأحد صدامات بين أهالي ينتمون إلى قبيلة المسيرية بأفرعها المختلفة. وأفاد مصدر في اتصال هاتفي لـ"العرب اليوم" بأن الأحداث بدأت منذ مساء السبت، بمقتل اثنين نتيجة لصراع أهلي، لتتجدد الاشتباكات صباح الأحد وبشكل عنيف، وأسفرت حتى الآن بحسب المصدر عن مقتل اثنين وجرح آخر، إضافة إلى حرق أكثر من 20 منزلاً ومحطة للتزود بالوقود. ويقول شهود عيان لـ"العرب اليوم" أنه يصعب في ظل استمرار المعارك إحصاء دقيق للخسائر والأرواح والممتلكات، فالسماء يغطيها الدخان الآن تمامًا. وتتحدث تقارير عن حشود أكبر للأهالي تتجمع حول المدينة في مؤشر إلى إمكان اتساع دائرة الصراع. وأعلنت السلطات في المدينة حالة الطوارئ وحظر التجوال تحسبًا لاتساع دائرة العنف وللسيطرة على الوضع، كما تتحدث تسريبات عن إرسال تعزيزات أمنية إلى المنطقة في ظل اتهامات للسلطات بالتقصير و عدم التدخل السريع لاحتواء الموقف. وقد شهدت المنطقة، التي تعد من اكثر مناطق السودان انتشارًا للسلاح في أيدي المواطنيين، الخفيف والثقيل منه، شهدت العام الماضي أحداث عنف مماثلة أوقعت أكثر من 200 قتيل، وكانت منطقة الفولة عاصمة لولاية غرب كردفان التي تم دمجها في ولايتي جنوب وشمال كردفان تنفيذًا لاتفاق السلام مع جنوب السودان الذي أصبح في ما بعد دولة مستقلة لتعلن الحكومة الأسبوع الماضي إرجاعها ولاية منفصلة عن جنوب كردفان وشمال كردفان. وتسكن الولاية قبائل عدة أكبرها قبائل المسيرية والحمر والنوبة، وظلت مسرحًا في السنوات الاخيرة لصراع مسلح لوقوعها ضمن المناطق المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.