اختار المشاركون في أعمال المؤتمر الثالث لحزب الجبهة الوطنية الجزائرية السبت، في مدينة تيبازة، رئيس الحزب موسى تواتي رئيسًا لفترة رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات أخرى، ودعا تواتي في كلمته بعد تزكيّته رئيسًا باعتباره المرّشح الوحيد، إلى إعداد ميثاق وطني يحدّد نوعية نظام الحكم في البلاد و إخضاع هذا الميثاق إلى استفتاء الشعب ثم  تعديل الدستور على ضوء ذلك، مضيفا أن الحديث عن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة سابق لأوانه رغم تلميحه دخول معترك كرسي الرئاسة مشيرًا إلى أنَّ الحزب يشارك في كل الانتخابات التي تعرفها البلاد. كما انتخب المؤتمر الثالث لحزب الجبهة الوطنية الجزائرية "الأفانا"، أعضاء المجلس الوطني وتمت المصادقة على تقارير اللجان الثلاث بعد مراجعة و إدخال تعديلات على القانون الأساسي بهدف "اعتماد إستراتيجية سياسية تضمن مكانة الحزب في الساحة السياسية من خلال تشديد قوانين الانضباط". ويتعلق الأمر خصوصا بـ "إعادة تنظيم عمل هياكل الحزب الذي تاسس العام 1999" من خلال "تقليص عدد أعضاء المجلس الوطني من 207 إلى 107 عضو واستحداث أربعة لجان جهوية وخلق مكاتب على مستوى دوائر الوطن والتخلي في المقابل عن المكاتب البلدية". وقال تواتي في ندوة صحافية عقدها عقب انتهاء أعمال المؤتمر، أنَّ إعداد ميثاق وطني يحدد نوعية نظام الحكم في البلاد هل هو برلماني أو رئاسي أو شبه رئاسي وإخضاع هذا الميثاق إلى استفتاء الشعب ثم تعديل الدستور على ضوء ذلك يعد من أولويات المرحلة القادمة للجزائر، مضيفًا أنَّ "لأفانا" يناضل من أجل نظام برلماني واحترام إرادة الشعب. وأشار تواتي أنَّ الحديث عن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2014 سابق لأوانه، وأن القضية تفصل فيها هياكل الحزب في الوقت المناسب، مضيفًا أنّ "الأفانا" حزب معارض ويشجع دخول كل الاستحقاقات التي تعرفها الجزائر خدمة للشعب الذي ينتظر الكثير من المعارضة وتقديم البدائل التي عجزت عن تحقيقها السلطة وأحزابها. وأوضح في هذا الصدد أنَّ حزبه "يمارس المعارضة داخل الوطن ويناضل من أجل تغيير الأوضاع" منددًا بما أسماه "المعارضة السياسية التي تأتي من وراء البحار"، في تلميح عن بعض الأحزاب التي تسيّر من دول أجنبية وفق أجندة مدروسة لا تخدم مصالح الوطن والمواطن. وردًا على سؤال يتعلق بتراجع أداء حزبه مؤخرا مقارنة بنتائج استحقاقات 2007 ذكر تواتي أنَّ الإحصائيات و الأرقام "تشير أنَّ الوعاء الانتخابي للافانا لم يتغير" معربًا  في ذات السياق عن "ارتياحه" لنتائج المؤتمر الثالث والظروف التي جرت فيها الأشغال واتسمت بـ"الهدوء حيث لم يتم تسجيل أية مناوشات أو صدامات بين المؤتمرين". و أشار إلى أنَّ "المؤتمر كان مفتوحًا أمام الجميع بما فيه المعارضة الحقيقية من مناضلي الحزب"، كما عبر رئيس الأفانا عن رفضه "للاستماع إلى المعارضة التي تمارس السياسية عن طريق الإعلام" واعتبر أنَّ "بعض الوسائل الإعلامية تقود حملة  دعائية ضد حزبه مما ساهم في زعزعة استقرار تشكيلته السياسية"، مضيفًا أنَّ "هناك هيئة قضائية تفصل في النزاعات وليس الإعلام".