الرئيس الفرنسي وملك المغرب

أعلنت الأمم المتحدة أنّ موفدها إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس سيتوجه نهاية هذا الأسبوع إلى المنطقة في محاولة إلى إحياء مفاوضات السلام بين المغرب وانفصاليي جبهة الـ «بوليساريو» المدعومين من الجزائر، في ما استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس أمس، ملك المغرب محمد السادس.

وأكد ناطق باسم الأمم المتحدة أنّ جولة روس ستستمر حوالي 10 أيام، وسيجري خلالها لقاءات مع مسؤولين في كل من المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووداي الذهب (بوليساريو) ودول أخرى في المنطقة.
وكان المغرب سحب ثقته من روس في عام 2012 بعد ما اتهمه بـ «الانحياز»، لكن المبعوث الدولي استأنف جهوده الديبلوماسية في شباط "شباط" المُنقضي.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مطلع نوفمبر "تشرين الثاني" الجاري إلى إجراء "مفاوضات صادقة خلال الأشهر المقبلة" بين الأطراف المتنازعة في الصحراء الغربية، مُشيرًا إلى ضرورة أن تكثف الأطراف المعنية جهودها في هذا الإتجاه، والصحراء الغربية التي يبلغ عدد سكانها أقل من مليون نسمة، مستعمرة إسبانية سابقة ضمها المغرب في عام 1975.

وتقترح الرباط حاليًا منحها حكمًا ذاتيًا واسعًا، بين ما تريد الـ «بوليساريو» المدعومة من الجزائر، إجراء استفتاء حول منحها حق تقرير المصير، وتتمركز بعثة تابــعة للأمم المتحدة منذ عام 1991 في منطقة الصحراء لمراقبة احترام وقف النار بين المغرب وبوليساريو.

من جهة أخرى، استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد ظهر أمس، ملك المغرب محمد السادس، بعد أسبوع من اعتداءات باريس وفق ما أعلن قصر الإليزيه في بيان مساء أول من أمس.
وينظم ملك المغرب زيارة خاصة إلى فرنسا، وكان أعرب عن رغبته في لقاء هولاند، وفق أوساط محيطة بالرئاسة الفرنسية، وبحث الزعيمان مجالات مكافحة التطرف والتعاون الأمني، خصوصًا بعد الإعلان عن مقتل البلجيكي من أصل مغربي عبد الحميد أباعود، المتهم بأنه العقل المدبر للاعتداءات في صالة باتاكلان وفي المقاهي وحول إستاد فرنسا حيث كان هولاند يتابع مباراة في كرة القدم، والتي تسببت في مقتل 129 شخصًا، وجرح أكثر من 350 آخرين.

وأكد مصدر مقرّب من التحقيق في الاعتداءات أنّ معلومات استخباراتية مغربية ساهمت في إرشاد المحققين الفرنسيين إلى مكان أباعود الذي قُتل الأربعاء المُنقضي في عملية نفذتها الشرطة في سان دوني في إحدى ضواحي باريس.
وبات ملك المغرب ثاني زعيم لدولة من المغرب العربي يزور قصر الإليزية منذ الاعتداءات، بعد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي.