وقع وزير الدفاع فايز غصن اللبناني بعد ظهر الأربعاء بتوقيت بيروت  القرار الإداري الذي قضى بتأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي عامين من 23 أيلول / سبتمبر المقبل تاريخ إحالته على التقاعد وحتى التاريخ عينه من العام 2015 وتضمن القرار تأجيل تسريح رئيس الأركان اللواء وليد سلمان من 7 آب/ أغسطس المقبل إلى التاريخ عينه من العام 2015، وفي أعقاب القرار التقى غصن قائد الجيش وكان اللقاء مناسبة لتبادل التهاني بالعيد وبحث معه الأوضاع الأمنية في البلاد، إضافة إلى عدد من الشؤون المتعلقة بالمؤسسة العسكرية. وعشية عيد الجيش حيا رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي الجيش اللبناني في عيده الـ68، وقال: "أثبتت مؤسسة الجيش اللبناني أنها عصية على كل الخلافات والتداعيات السياسية، وتعبر عن تطلعات اللبنانيين بوطن سيد، حر، مصانة حدوده وأمنه، موحدة إرادة أبنائه، ولو اختلفوا فيما بينهم يجمعهم تمسكهم بالمؤسسة العسكرية كضامن أساسي، ليس للأمن فقط بل حتى للدولة بمفهومها الواسع". أضاف: "ونحن من موقعنا، لن نألو جهدًا لتعزيز قدرات الجيش وإمكاناته القتالية لكي يصبح أكثر قدرة على الدفاع عن لبنان بأرضه وشعبه". وختم: "إن قوة الجيش هي بالوحدة الوطنية وبوقوف اللبنانيين الى جانبه، وقد برهنت الاحداث أن الجيش تجاوز كل الخلافات الداخلية والاعتبارات المذهبية والطائفية والفوارق الاجتماعية". وفي الذكرى ذاتها نقل النواب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد لقاء الاربعاء اليوم، تأكيده أهمية دعم الجيش. وقال عشية عيده: "نرى أن كل خطوة تحصن وتساعد على تعزيز دور المؤسسة العسكرية في حفظ أمن البلاد واستقرارها هي خطوة مطلوبة ويجب أن تحظى بكل تأييد". وفي موضوع الحكومة، رأى أنه قرر أن يبقى مكتوفا بعد التشكيك في مبادرته الاخيرة، ملاحظا أن "الاسباب التي حالت وتحول دون تأليف الحكومة لا تزال قائمة، ولم يطرأ عليها أي جديد". وهنأ وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن الجيش اللبناني قيادة وضباطًا وأفرادًا بعيده، متمنيا ان "تكون الذكرى الوطنية مناسبة لتأكيد الثقة بالمؤسسة العسكرية والالتفاف حولها وتحصينها ودعمها في الخطوات التي تقوم بها والهادفة الى حماية البلد واهله واستقراره". وقال غصن في كلمته: "عام مر على لبنان عاش خلاله اللبنانيون احداثا خطيرة تخللتها محاولات عدة لإشعال الفتن على الساحة الداخلية، ولولا القرار الحاسم الذي اتخذته المؤسسة العسكرية بالضرب بيد من حديد كل من يحاول العبث بالاستقرار لكننا الان نغرق في مستنقع من الفوضى والفلتان الامني، ولكانت اشباح الحرب الاهلية تحوم فوق رؤوسنا وتهدد مستقبل بلدنا". أضاف: "عام مر ذاق خلاله الجيش مر الكلام السياسي وواجه بصبر وصمت كل حملات التشكيك والتخوين ورد عنه سهام التجريح والافتراء بمزيد من الصلابة والاصرار على العطاء وحماية الوطن وسلمه الاهلي، ورغم التباعد والانقسام الحاصلين في البلد، بقي الجيش جسر الوصل والتواصل بين ابناء الوطن وممر العبور الى الاستقرار والضامن للأمن والامان والجامع بين اللبنانيين على اختلاف مناطقهم وانتماءاتهم". وتابع: "الوضع السياسي غير الطبيعي الذي تمر به البلاد والواقع الامني الدقيق والحساس الذي نعيشه، فضلا عن الاحداث الامنية المحيطة في بلدنا، وضعنا كسياسيين أمام مسؤولية وطنية كبيرة دفعتنا للقيام بخطوات ضرورية لمنع دخول المؤسسة العسكرية في فراغ سيكون قاتلا للبلد برمته، خصوصا ان اي فراغ سيجعل البلد مكشوفا وسيعرض السلم الاهلي للخطر وسيؤثر سلبا على تماسك المؤسسة العسكرية ووحدتها في هذه الظروف التي يمر بها لبنان. ومن هنا كان القرار بتأجيل تسريح قائد الجيش ورئيس الأركان، وهذا القرار الذي شكل إعادة تجديد الثقة بالقيادة العسكرية قد القى ألمزيد من المسؤوليات على عاتق هذه المؤسسة التي لم تقصر يوما في القيام بمهامها رغم امكاناتها المتواضعة". واذ نوه بـ"النخب التي تضمها المؤسسة العسكرية"، اشار الى ان "قرار تأجيل التسريح لا يعني انتقاصا من قدرات اي ضابط في المؤسسة العسكرية في تبوؤ المناصب"، لافتا الى ان "شبه الاجماع على هذا القرار جاء تحسسا من الفرقاء السياسيين بخطورة الاوضاع التي نمر بها والحاجة الملحة لحماية المؤسسة العسكرية اولا والبلد تاليا". وختم بتوجيه "تحية اجلال واكبار لشهداء المؤسسة العسكرية الذين روت دماؤهم ارض الوطن فأزهرت عزة وفخرا وكرامة"، مؤكدا ان "المسيرة سوف تستمر والجيش سيبقى حصن الوطن ودرعه مهما كبرت الاثمان وغلت التضحيات". من ناحية ثانية، استقبل غصن في مكتبه بالوزارة، قائد الجيش العماد جان وبالمناسبة قام وفدان من ضباط القيادة في الجيش بزيارة رئيس مجلس الوزراء السابق النائب العماد ميشال عون في الرابية والعماد فكتور خوري في عمشيت، ونقلا تهاني قائد الجيش العماد جان قهوجي وتمنياته لهم بدوام الصحة والعمل في سبيل لبنان. وفي الاطار عينه، تم الاتصال بمكتب رئيس الجمهورية السابق العماد اميل لحود لتقديم التهنئة كونه خارج البلاد.