وجه وزير الشؤون الدينية والأوقاف في الجزائر، بوعبد الله غلام الله، انتقادًا لاذعًا إلى السلفيين، معتبرًا أنّ "الهدف الذي يصبو إليه التيار السلفي هو الاستيلاء على الحكم، وأن الطريق إلى الطريق إلى السلطة أمر مشروع، ولكن في الوقت ذاته لابّد أن يمر عبر الأطر القانونية للدولة"، مشددًا على "خطورة اختيار العنف كحلّ لإحداث التغيير". وقال غلام الله، على هامش لقاء حول المرجعية الدينية الوطنية، في دار الإمام في الجزائر العاصمة، الإثنين، "لا أتخوف أبدًا ممن يدعون إلى السلفية"، فيما قلّل الوزير من شأن التيارات الدينية التي تهدد استقرار المساجد، مضيفًا أن "الخطر الذي يمكن أن يشكله التيار السلفي في الجزائر، يكمن في الاستماع للداعين إليه، وأن الخلط بين السياسة والدين هو سبب الخلاف والفتن، وأن الوزارة تسعى إلى أن يكون كل الجزائريين أوفياء للمرجعية الدينية الوطنية التي سار على نهجها علماء الجزائر"، مشيرًا إلى أن "الدين هو الذي يوّحد، وهو يري بأنه لا يمكن الحكم على أي شخص كان من منطلق انتماءاته السياسية". وتساءل الوزير عما "يريده التيار السلفي في الجزائر، هل تصحيح الدين الإسلامي أم الاستيلاء على الحكم"، مرجحًا أن "هدفهم هو الاستيلاء على الحكم، غير أن الطريق يجب أن يكون عقلانيًا وليس بالعنف"، فيما أوضح بشأن مفهومه للمرجعية الدينية الوطنية، أنها "تحقق اللحمة بين أفراد الشعب، وأنها المنهاج الذي يعارض الأفكار الأجنبية الإباحية، وكذا الأشخاص الذين يريدون إدخال طريقة في التديّن تخالف منهج العلماء الأوائل، وكذا من يحاولون تكفير الجزائريين". وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف، إنه لا يعارض خطوة الأئمة في عزمهم إنشاء نقابة جديدة، مضيفًا في الوقت ذاته أنه "يجب على الأئمة ألا ينشغلوا بملذات الحياة، وأن رسالة الإمام تلزمه بالتعفف، وأن إنشاء نقابة لأئمة المساجد هو حق مشروع يكفله القانون". من جهته، أكد الدكتور محمد عيسى، أن "المرجعية الدينية الوطنية هي الإحساس بالانتماء إلى عائلة واحدة"، محذّرًا "ممن يسعون إلى تحطيم كل ما يجمع شمل الجزائريين، وهو ما فشل الاستعمار في تحقيقه بفضل رجال الدين الذين حافظوا على وحدة الوطن من خلال المنابر، وقد كانوا أصحاب طرق ومتصوفين لكنهم كانوا متجددين". فيما قال الدكتور يوسف بلمهدي، إن "المرجعية الدينية هي التي تحفظ البلاد من التشتت، فهي البوصلة التي تحدد وجهة الأمة، كما أنها تحمل خصوصية الوطن، وهي كل ما يهدف إلى جمع أفراد الوطن الواحد".