يعقد الوفد السوداني المفاوض مع جمهورية جنوب السودان لقاءًا موسعًا، السبت، مع قادة الأحزاب السياسية السودانية، لشرح تطورات العلاقات مع جنوب السودان، حيث يستعرض تفاصيل ما تم الاتفاق عليه في جولة التفاوض الأخيرة في أديس أبابا. وقال  رئيس هيئة الأحزاب والتنظيمات السياسية السودانية عبود جابر أن غالبية أحزب السودان ستشارك في اجتماع، السبت، وأضاف، في تصريحات خاصة لـ "العرب اليوم"، الجمعة، أن "قضية السلام والتعاون مع جنوب السودان تهم كل القوى والتيارات السياسية في السودان، بما فيها التيارات المعارضة، نظرًا إلى أن الاتفاق مع الجنوب يعالج وينظم العلاقة المستقبلية بين شعبي السودان وجنوب السودان"، مؤكدًا أن "الأحزاب تتعامل مع القضية من منظور وبعد وطني، أن المرحلة المقبلة ستكون مفتوحة أمام الأحزاب للتشاور مع قاعدتها، في كل ما من شأنه ترسيخ السلام والتعاون بين السودان وجنوب  السودان"، داعيًا القوى السياسية في بلاده إلى التعامل بيقظة وانتباه مع متطلبات المرحلة، مضيفًا أن "إنجاز ذلك يتطلب حشدًا للإرادة الوطنية". من جانبه، أوضح رئيس اللجنة الفنية التابعة للجنة السياسية الأمنية المشتركة بين الخرطوم وجوبا الفريق عماد عدوي أن "انسحاب قوات البلدين من المنطقة العازلة سيكتمل الأحد، وأن لجنة المراقبة ستتحقق من ذلك الانسحاب"، وأضاف، في تصريحات لبرنامج بثته الإذاعة السودانية الرسمية، الجمعة، أن اتفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وجوبا هو محصلة لجملة من الاتفاقات، التي تمت خلال العامين الماضيين. وأشار الفريق عدوي إلى أن "المفهوم المشترك للدولتين يعني أن تكون الحدود آمنة بينهما، ولتنفيذ ذلك تم الاتفاق على إنشاء المنطقة المنزوعة السلاح، بواقع عمق 10 كيلومترًا شمالاً وجنوبًا، الأمر الذي دعا إلى إنشاء آلية للمراقبة والتحقق للحدود المشتركة، تعمل في المنطقة المنزوعة السلاح، كما اقتضت الحاجة إلى إنشاء آلية أخرى تعمل في المنطقة ما بعد المنطقة المنزوعة السلاح بـ40 كيلومترًا، وفي حال حدوث اختراق وتجاوز خارج الـ 40 كيلومتر، توجد لجنة إضافية تم إنشاؤها لتلقي الشكاوى، والقضايا الأمنية، مشيرًا إلى أن "الجيش الشعبي لجنوب السودان قد انسحب منطقة سماحة، ومنطقة 14 ميل، قبل أيام عدة من الموعد المحدد، ما يؤكد جدية دولة الجنوب في تنفيذ الاتفاق". هذا، وقد قالت حكومة ولاية جنوب كردفان أن "التحسن في العلاقات مع جنوب السودان سينعكس بصورة إيجابية على الوضع الأمني في الولاية، التي تشهد تمردًا تقوده الحركة الشعبية قطاع الشمال". وقال والي ولاية جنوب كردفان أحمد هارون أن "تحديد ومراقبة المنطقة العازلة منزوعة السلاح بين البلدين سيعزل النشاط العسكري للمتمردين، ويقطع عنهم مصادر الدعم والإمداد".