نفذ أصدقاء جورج إبراهيم عبد الله  المعتقل في السجون الفرنسية، وبدعوة من "اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني"، اعتصامًا تضامنيًا أمام مركز الكتيبة الفرنسية العاملة في إطار القوات الدولية المعززة "اليونيفيل". وشارك في الاعتصام حشد من أصدقاء عبد الله من منطقة صور وخارجها، وأطلق المعتصمون شعارات وعبارات منددة بالقرار الفرنسي بتأخير إطلاقه. و قرأ أحد المعتصمين رسالة باللغة الفرنسية عبر مكبر الصوت، ناشد فيها القوات الفرنسية العاملة في "اليونيفيل"، مساعدة المعتصمين ونقل صوتهم إلى فرنسا لأجل الإفراج عن المعتقل عبدالله. ثم ألقى حسن رمضان كلمة باسم المعتصمين قال فيها: "من أرض الجنوب، جئنا إلى هنا حيث توجد الوحدة الفرنسية العاملة ضمن قوات "اليونيفيل"، أتينا من كل لبنان لنؤكد على تحركنا السلمي والحضاري، ولنبعث رسالة إلى الحكومة الفرنسية عبر هؤلاء الجنود في هذا الموقع العسكري في دير كيفا وبرج قلاويه، نحن أصدقاء جورج عبدالله المعتقل في السجون الفرنسية منذ أكثر من ثمانية وعشرين عامًا، حيث قضى حكمه الجائر وارتضاه، نطالب بالإفراج عن هذا الرمز الوطني الذي حمل قضية محقة وراح يناضل من أجل شعبه المظلوم، ومن هنا نحن المعتصمون نناشد كل الهيئات الوطنية والمجتمع الأهلي بجميع مؤسساته، ونناشد الحكومة اللبنانية بأن تبذل اهتماما أكثر بمطالبة الحكومة الفرنسية بالإفراج عن المعتقل جورج عبدالله". وختم مطالبًا عناصر الكتيبة بأن "يخبروا حكومتهم كيف يتعامل الشعب اللبناني مع الجنود الفرنسيين بكل محبة واحترام، لذا نحن مجددا نطالب بأن تتعامل الحكومة الفرنسية بالمثل والإفراج السريع المحق للمناضل جورج عبد الله". وألقى إلياس عبدالله، شقيق جورج، كلمة استهلها بنقل رسالة من أخيه حيًا فيها "شهداء صريفا والجنوب والإجماع الوطني حول المقاومة"، واعدًا بأنه سيبقى دائمًا مقاوما ولن يندم أو يستسلم وسيبقى يقاوم، ومعلنا أنه لحظة وصوله إلى لبنان سيقبل "تراب الجنوب الذي قدس بدماء الشهداء". وقال الياس عبدالله: "نحن هنا لنقول أمام العلم المثلث، فرنسا الفرنسية، فرنسا شارل ديغول لم تعد موجودة أو قائمة، الموجودة اليوم هي فرنسا الأميركية والصهيونية ونحن هنا أمام هذا المركز بصفته مركزا فرنسيا لا بصفته تابعا للأمم المتحدة". وتابع: "إننا في الحملة الدولية (لإطلاق سراح جورج عبدالله) قررنا وناشدنا الجميع أننا سنطلق مبادرات لنعبر عن سخطنا على أي موقع كان تابع للدولة الفرنسية سواء كان مؤسسة عسكرية كما هو الحال هنا، دبلوماسية، ثقافية أو تجارية، ولن نبتعد كثيرا عن التعبير عن سخطنا من كل فرنسي مقيم في لبنان بما في ذلك اللبنانيين الفرنسيين الذين يؤيدون سياسة هذه الدولة". ولفت إلى اعتصام اليوم في حلبا - عكار "ليعبر التعبير نفسه"، إضافة إلى "إقفال المراكز الفرنسية في بلديات عكار، وغدا سيكون اعتصام مركزي في خيمة استقبال جورج عبدالله أمام السفارة الفرنسية في بيروت. وبعد انتهاء الكلمات، تسلق أحد المعتصمين الشريط الشائك للموقع محاولا كتابة شعارات على سور، فمنعته عناصر الجيش اللبناني، وتم إبعاد الجموع عن السياج. تزامنا نظمت "الحملة الدولية للمطالبة بالإفراج عن جورج عبدالله"، المعتقل في فرنسا منذ 29 سنة، اعتصاما أمام دار بلدية حلبا "مبنى عصام فارس البلدي"، شاركت فيه فعاليات حزبية واجتماعية وتربوية وممثلون عن عائلات عبدالله، ووفد من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين". وقد رفع المعتصمون صورا للمعتقل عبدالله، وحملوا يافطات تطالب بإطلاقه فورا. وألقيت كلمات لكل من ضاهر سليمان والدكتور محمود سليمان وعبدالله موسى وروبير عبدالله، شقيق جورج عبدالله، الذين أجمعوا على إدانة الموقف السياسي الفرنسي معتبرين أنه تابع للسياسة الأميركية - الصهيونية. ودعوا إلى الإفراج الفوري عن المناضل عبدالله، مشددين على أن "إبقاءه قيد الاعتقال هو بمثابة حجز حرية واتخاذه كرهينة. وطالبوا الدولة اللبنانية ب"طرد السفير الفرنسي من لبنان لحين الإفراج عن عبدالله". وأكد المتحدثون على أن هذه التحركات ستتواصل وعلى الأراضي اللبنانية. وكانت دعوة خلال اللقاء الى المشاركة في الاعتصام الذي سيقام الأحد أمام السفارة الأميركية في عوكر. ودعا "الشباب القومي العربي"، في بيان مساء اليوم، إلى أكبر حشد ممكن، تضامنا مع المناضل جورج إبراهيم عبدالله "وانتصارا لنهجه العروبي المقاوم"، عند الأولى بعد ظهر غد أمام السفارة الفرنسية قرب الجامعة اليسوعية في بيروت. ومما جاء في البيان: "بعد القرار المتصهين الذي اتخذته الحكومة الفرنسية بحق المناضل العربي جورج إبراهيم عبد الله، وخضوعها للأوامر الأميركية لتتراجع بدورها عن قرار إطلاق سراحه، وإبقائه تعسفا في أقبية السجون الفرنسية التي لم تكن شرعية يوما منذ البداية. المقاوم الذي قدم أكثر من نصف عمره في سبيل قضيتنا الأسمى، وقام بأكبر وأجل التضحيات لكي يحرر أبناء أمتنا من الاستبداد، يتعرض اليوم لأبشع أنواع الخطف، لأن إطلاق سراحه سيصب في خدمة مشروع المقاومة، لذا وفي سبيل الضغط على فرنسا عبر تعطيل مصالحها في لبنان، وبعد الاعتصامات المتتالية أمام المراكز الثقافية الفرنسية في بيروت وطرابلس وعكار وصيدا وصور والبقاع، ووصول الرسالة إلى السلطات الفرنسية أننا لن نترك المناضل جورج عبدالله إلا بعد أن ينال حريته ويعود إلى وطنه سالما، "فنحن قوم لا نترك أسرانا في السجون".