الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
أشاد مجلس الأمن الدولي بالتطور الإيجابي في المجهودات المبذولة لتحسين العلاقات بين السودان ودولة جنوب السودان، وذلك من خلال الرغبة التي أكدها رئيسا الدولتين في القمة التي عقدت بينهما في أديس أبابا أخيرًا. وجاء ذلك على خلفية التقرير الذي قدمه، الثلاثاء، لمجلس الأمن الدولي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان وجنوب السودان هايلي منكريوس، وأوضح مندوب السودان لدى المنظمة الدولية السفير دفع الله الحاج علي، في حوار مع الإذاعة السودانية الرسمية، صباح الأربعاء، أن منكريوس ركز في تقريره على إبراز ما توصل إليه الرئيسان البشير وسلفاكير، من اتفاق يتعلق بإعداد مصفوفة لإنفاذ اتفاق التعاون الموقع بين الدولتين في أيلول/ سبتمبر الماضي، إلى جانب الاتفاق على تفعيل الآليات المؤقتة في منطقة أبيي المتنازع عليها، والمتمثلة في تكوين اللجنة التنفيذية والمجلس التشريعي لأبيي، وإنشاء الشرطة المشتركة. وأضاف مندوب السودان إن مجلس الأمن دعا إلى عدم التسرع في فرض حلول أحادية الطرف لمشاكل الدولتين، كما دعا إلى مزيد من الحوار وصولاً لحلول مرضية للطرفين. وقال المندوب إنه شرح لأعضاء مجلس الأمن الدولي أهمية فك الارتباط بين الحركة الشعبية قطاع الشمال والجيش الشعبي لجنوب السودان، وسحب الفرقتين التاسعة والعاشرة من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، لأن ذلك سيخلق بيئة تساعد في تنفيذ الاتفاقيات بين السودان وجنوب السودان، وما لم يحدث ذلك فإن صعوبات ستواجه تنفيذ الاتفاق. وقال إن بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي أمنوا على أهمية إيجاد حلول متوازنة ومتفق عليها خاصة المرتبطة بقضية أبيي والنزاع بشأن تبعيتها، مضيفًا أن جولات وزير الخارجية السوداني علي كرتي التي شملت الدول الأفريقية قد نجت في إقناع تلك الدول بأهمية عدم الدفع بهذه القضايا إلى مجلس الأمن الدولي، والإبقاء عليها داخل البيت الأفريقي. وكان مدير مكتب الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية جون غينغ تحدث عن المعاناة الإنسانية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان (وهما مسرح قتال بين الحكومة السودانية ومتمردين)، تحدث أمام الجلسة قائلاً: إن الجهود المبذولة على مدى عام بهدف إيجاد مدخل لإيصال المساعدات إلى ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق فشلت بسبب "نقص الإرادة السياسية" لدى الحكومة والمتمردين هناك. وأكد غينغ أنه وجه "نداءً في مجلس الأمن للحصول على مساعدة، وكان الجيش السوداني أعلن أن جيش جنوب السودان بدأ تنفيذ الانسحاب الفوري غير المشروط من 6 مناطق داخل الحدود السودانية، إثر تلقيه أوامر بتنفيذ اتفاقات التعاون عقب قمة الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت الأخيرة في أديس أبابا. وأعلن رئيس اللجنة الفنية، الفريق عماد الدين عدوي، الاتفاق على آليات مراقبة وتحقق للمنطقة منزوعة السلاح في الحدود، وتوقع اكتمال انسحاب قوات الجيش الشعبي في يوم 16 كانون الثاني/ يناير الجاري في المرحلة الأولى. وينتظر أن يتوجه فريق مشترك من البلدين ومسؤولين ومنظمات من الأمم المتحدة في السودان، الأربعاء، إلى منطقة أبيي، للإشراف على فتح مسارات لدخول منظمات إلى المنطقة. في المقابل، نقل عن نائب وزير دفاع دولة جنوب السودان الفريق مجاك أقوت قوله إن قوات بلاده ليست لديها أي رغبه في عبور الحدود نحو دولة السودان، مضيفًا لدى مخاطبته قوات بلاده المرابطة على الحدود "ليس لدينا رغبة لعبور الحدود"، وقال "إن ثقافة القبائل في دولة الجنوب قائمة على الاحترام والتعاون مع الجار".