كشف رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميّل ان هناك اهتماما خاصا من قبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالوضع في لبنان والشرق الاوسط، وهو حريص على الاستماع الى رأي كل اللبنانيين لانه يعتبر ان فرنسا لكل اللبنانيين وتريد ان تتواصل مع الجميع للوصول الى حلول لكل الازمات التي يتخبط فيها لبنان، مشددا على السعي للوصول مع الفرنسيين الى بلورة المبادرات التي من شانها ان تساعد في حل بعض القضايا العالقة في لبنان، ومؤكدا ان فرنسا معنية بحل هذه القضايا جميعها. وتطرق الجميل في مقابلة مع قناة "العربية" الى اللقاءات التي اجراها في باريس مع عدد من الشخصيات اللبنانية ولا سيما مفتي الشمال الشيخ مالك الشعار والرئيس سعد الحريري فقال "لقد أطلعني الشيخ الشعار على الظروف التي املت عليه الخروج من البلد وتأثرت بالمعطيات التي ذكرها، كما كان لي لقاء مطول مع الرئيس الحريري وتداولنا في الشؤون الوطنية وكان توافق كامل لمعالجة قضايانا الداخلية واجراء الانتخابات في موعدها على اساس قانون عادل يحقق الشراكة بين اللبنانيين ويضع لبنان على سكة بناءة وعلى الطريق الصحيح". أضاف الجميّل "كذلك نقدر الظروف التي املت على الرئيس الحريري البقاء خارج البلد، معتبرا ان هذا الواقع هو رسالة لكل اللبنانيين واصدقاء لبنان من عرب وغير عرب ليتفهموا حجم المأساة التي يعيشها اللبناني في الوقت الحاضر حيث يضطر مفتي الشمال ورئيس حكومة سابق بحجم الرئيس الحريري وغيرهما من القيادات لان ينزحوا عن البلد". وعن الوضع في سورية والسيناريوهات التي قد ترسم هناك، اوضح الرئيس اللبناني الاسبق ، ان علينا التوقف عند حجم المأساة التي يعيشها الشعب السوري والتي هي مأساة لا توصف، ويدمى القلب للمشاهد التي يعرضها التلفزيون كل يوم ولكمّ الشهداء الذين يسقطون في معركة او حرب هي بنظري عبثية لا تخدم في النهاية الا مصالح أشخاص، مشيرا الى ان الشعب السوري يستحق أكثر من ذلك لانه يخوض معركة "الحرية والديمقراطية" ومعركة سورية التي لعبت دورا طليعيا في العالم العربي ونأمل ان تعود الى سلامها الداخلي وتقوم بين بلدينا علاقات ندية ودية ومتكافئة ونعمل جميعنا ضمن نظام ديمقراطي يحترم التعددية وحقوق الانسان ويتكامل عندئذ لبنان وسورية ونخوض معا النضال من اجل الانسان العربي والاستقرار في المنطقة واستعادة الحق العربي المسلوب. ولفت الجميّل الى ان لبنان يعاني الكثير من تداعيات الازمة السورية ويدفع ثمن ما يجري في سورية على الصعيد الاقتصادي واقفال الحدود وانقطاع التجارة بين البلدين ومن الكم الهائل من النازحين الذين تجاوز عددهم مئات الالاف في الوقت الحاضر، معتبرا ان تداعيات الازمة تنعكس على امن وسلامة المواطن السوري واللبناني الذي يدفع قسطه من هذه المأساة على الصعيد الاقتصادي وعلى صعيد البطالة فالعديد من النازحين يعملون في المصالح التي كان بوسع الشعب اللبناني ان يكون فيها، وكذلك على الصعيد الامني فهناك فلتان بسبب الكم من النازحين العاطلين عن العمل وذوي الحاجات الضرورية وكل ذلك على حساب لبنان. الرئيس الجميّل وردا على سؤال حول موقفه من قضية النازحين والذي رأى فيه البعض تغليبا لدوافع القومية اللبنانية على العامل الانساني ولا سيما عندما دعا الى وضع سقف لهذه الاعداد الهائلة من النازحين، رفض اتهامه بالعنصرية واصفا اياها بالهرطقة، ومؤكدا ان الكلام عن العنصرية مرفوض جملة وتفصيلا، واضاف، لم يصدر عنا الا التضامن مع النازحين السوريين، ونحن نفتح قلبنا لهم ونمد يدنا لمساعدتهم وفتحنا بيوت حزب الكتائب لدعمهم، انما حذرنا السلطة اللبنانية من الفلتان لان الاجهزة الامنية لم تقم بواجبها لمعرفة من دخل لبنان لان هناك اصولا لاستقبال واستضافة اي كان أكان النازح او الزائر ، فلبنان ليس بلدا سائبا وعلى الدولة والاجهزة ان تقوم بكل التدابير لضبط الحدود والاقامة وتصرفات وتحركات اي فرد على الارض اللبنانية سواء اكان لبنانيا او غير لبناني، مشيرا الى ان هناك قدرة معينة للبنان لاستيعاب النازحين فلا يمكن ان يستوعب اكثر من  طاقته، ضاربا مثالا على ذلك تركيا التي وضعت سقفا للاستيعاب وسائلا: كيف لا يفكر لبنان بذلك ومساحته صغيرة؟ الجميّل اشار ردا على سؤال الى اننا نعرف كيف انحدر عدد المسيحيين في العراق الى الربع ومن ثم في سورية، فكل الصحف العربية والتلفزيونات تركز على اماكن العبادة وكيف تُدنَس وتُسرق وتُدمر وهناك تهديد مباشر لهؤلاء وهذا التهديد ليس بحق المسيحيين فقط، موضحا ان هناك فئات متطرفة ترفض كل من يخالفها الرأي اكان مسلما ام مسيحيا ومشددا على ان التطرف يشكل خطرا على كل الاديان، لافتا الى النظر بصورة خاصة الى المسيحيين لانهم "الحلقة الاضعف" والكنائس منظورة والرعايا المسيحية معروفة وتتعرض اكثر من غيرها لهذا النوع من الاعتداءات. وعن قانون الانتخاب أكد الجميّل أن ما يهمنا هو الشراكة الحقيقية فهذا ما يعنينا والنظام الديمقراطي لا يقوم الا على اساس الشراكة الحقيقية والتي يجب ان تكون كاملة وليس نظرية او عددية بل في كل نواحي الحياة الوطنية، من هنا تقدمنا بعدد من مشاريع القوانين ومنها اقتراح ال50 دائرة وبالاتفاق مع عدد من حلفائنا وبحثناه مع تيار المستقبل بشكل ايجابي الذي وافق على المبدأ ودخلنا في بعض التفاصيل، ولكن المشكلة او العقدة تكمن في ان أي فريق لم يتمكن حتى الآن من ان يقترح قانونا يحظى بالاكثرية في مجلس النواب، معتبرا ان الاقتراح الوحيد الذي حصل على الاكثرية هو مشروع اللقاء الارثوذكسي ولذلك اخذ حيزا من التفكير والتأييد، مجددا موقفه بأن اي قانون آخر يحقق الشراكة ويحظى بالاكثرية نقبل به ولسنا متمسكين بأي قانون بالمطلق ولكن يبدو ان البعض  لا يريد الا مشروع قانون على قياسه او ألاّ يكون قانون. الجميّل سُئل عما يُحكى عن إمكان تأجيل الانتخابات لأسباب تقنية فاكد ان التأجيل التقني "بدعة" وتهرب من المسؤولية، مشيرا الى انه يبدأ تقنيا ثم يصبح تكتيا ثم استراتيجيا والى ما هناك من تسميات كلها تعني ان البعض لا يريد الانتخابات فيكون التأجيل لمدة 6 اشهر وبعدها نؤجل الى 6 أشهر أخرى والى ما هنالك. وختم ان هذا يذكرنا بما حصل العام 1976 عندما اجلنا الانتخابات لمرة واحدة وبقي المجلس النيابي 20 سنة من دون انتخابات يمدد لنفسه مرة بعد مرة، مبديا خشيته من بدعة التأجيل لانه بداية لا نهاية لها. وعن سلاح حزب الله والحوار راى رئيس الجمهورية الاسبق ان سلاح حزب الله اصبح جزءا من استراتيجية أبعد من الواقع اللبناني ولكن الحوار أساسي فحزب الله يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين وهو مكون اساسي ومؤسس للكيان اللبناني ولا بد من التواصل معه ومعضلة السلاح خطيرة ومعطلة للعديد من المبادرات الوطنية ونحن نحاول بحث انهاء الوضع الشاذ مع كل الاطراف لنعود جميعنا الى كنف الدولة الحاضنة للجميع فلا خلاص لاحد خارج هذا الكنف وخارج مؤسسات الدولة وحزب الله يجب ان يكون قد بدأ يقتنع بان السلاح بات عبئا عليه، وعليه ان يفتش عن طريقة لحل هذه المعضلة خدمة لحزب الله وللطائفة الشيعية الكريمة وللبنانيين فعلة وجود السلاح انتفت منذ العام 2000 عند خروج الجيش الاسرائيلي من لبنان، مشيرا الى انه لا بد من ان نقدر تضحيات حزب الله ونضاله انما بعد هذا التاريخ وتحرير الجنوب لم يعد هناك اي مبرر لبقاء سلاح حزب الله بل يجب ان يكون في يد الشرعية، اما حجة مزارع شبعا فتعالج اما بالدبلوماسية او من خلال الجيش فلا يجوز ان يحتكر حزب الله هذا الهدف. وعن الظهور عبر قناة المنار والذي فسره البعض بالُممهد للقاء كبير مع السيد حسن نصرالله أكد الجميّل أن الموضوع غير مطروح اطلاقا. وعن موقف حزب الكتائب الذي ربما يندرج في اطار الوسطية والتيار الوسطي وعن موقع الكتائب في الوقت الحالي قال الرئيس الجميّل: "لا أحب ولا أحبذ الكلام عن الوسطية لان الكلام عن الوسطية لا طعم له ولا لون، ولست اطلاقا من الوسطيين والمواقف التي وقفتها كلفتني غاليا جدا وهي عقيدة بحد ذاتها ولا توصف بالوسطية، بل انا وقفت موقف المصمم على خدمة وطنه بمعزل عن الاصطفافات القائمة الآن، فالاصطفاف هو اتخاذ موقف الحياد الايجابي وعدم التورط في الازمات ايا كانت وتحقيق استقرار البلد واشاعة اللسلام على كل الربوع اللبنانية" وختم الجميل انه "عندما كنت اطالب بالحياد الايجابي تجاه ما يجري في سورية فالكل يعلم كم عانيت من الممارسات السورية في لبنان وكنت أعتبر ان الانتقام لهذه الممارسات او الضرر او التعدي عليّ لا يكون بالتورط بازمة اكبر منا لاننا سندخل في مزيد من المأسي والاضرار".