حذّر رئيس الحكومة اللبنانية السابق، سعد الحريري، اللبنانيين من مخاطر التحريض الطائفي والمذهبي، ورأى فيه وسيلة إلى استدراج لبنان لفتنة كبرى يجب أن نحول دون وقوعها بكل ما نملك من جهود وإمكانات. وقال الحريري في نداء وجهه ، السبت إلى اللبنانيين، "هناك من يعمل في السر والعلن لإغراق لبنان في مسلسل من الحوادث المشبوهة والأعمال المشينة، على صورة الاعتداءات التي استهدفت الأخوة المشايخ في بيروت والضاحية، وذلك سعيًا وراء إيجاد الفتيل لإشعال فتنة بين الأهل وأبناء الوطن الواحد وتنفيذ مآرب جهات إقليمية تستفيد من انتقال الحرائق من بلد عربي إلى آخر". وأضاف: " إن التزامن المريب لحادثي الاعتداء على المشايخ يثير أكثر من علامة استفهام ويحمّل السلطات القضائية والأمنية مسؤولية كشف الخلفيات الحقيقية التي تقف وراء هذه الأعمال وعدم التخفي وراء أسباب تعيد اللبنانيين إلى زمن الأكاذيب ورمي المسؤوليات على المجرمين والمدمنين والعناصر غير المنضبطة وما شابه ذلك من مخارج جاهزة لتمويه الأمور". وتابع الحريري: "نحن لا نريد استباق عمل القضاء ولا الإيحاء له بأي موقف، لكن الوضع أخطر من أن يعالج بالمسكنات وسياسة الهروب إلى الأمام، هناك جهة إقليمية هي حكومة بشار الأسد لا تريد للبنان أن يرتاح، بل هي تجد في إشعال الفتنة بين اللبنانيين، وتحديدا بين السنة والشيعة، سلاحا في وجه العرب والعالم من شأنه أن ينقذ هذا النظام من السقوط. نعم ان بشار الاسد يريد إنقاذ نظامه بدماء اللبنانيين وهو لن يتوانى عن استخدام أقذر الوسائل في سبيل الحصول على ذلك، سواء عن طريق وزير سابق تطوع لتنفيذ عمليات تفجير بحق سياسيين ورجال دين، أو عن طريق تنظيمات وشلل مسلحة وجهات حليفة ومخترقة بمختلف أشكال المجرمين والحشاشين والمدمنين والخارجين على القانون". وختم: " إن اللبنانيين بمختلف أطيافهم الروحية والسياسية يجب أن يكونوا على بينة من هذه الحقائق وأن يعتبروا الدولة مرجعهم الوحيد وأن يرفضوا سياسات التعمية على كل ما يستهدف أمنهم+ز ؤص/ وسلامهم ووحدتهم الوطنية، فالمطلوب هو تأكيد التضامن على مواجهة الفتنة أكثر من أي وقت مضى، ولا يصح تحت أي ظرف من الظروف ومهما تباينت المواقف السياسية أن يعمل احدنا على تبرير الجريمة أو التغطية على المجرمين، والذي يحدث عمليًّا هو جريمة بحق لبنان وبحق الاستقرار وإرادتنا الوطنية في بناء حياة مشتركة، إن التاريخ لن يرحم أي شخص أو جهة تشارك في تأجيج الكراهية بين أبناء الوطن الواحد وهو بالتأكيد لن يرحم أولئك الذين يعملون على إنقاذ بشار الأسد على حساب استقرار لبنان وسلامة العيش المشترك بين أبنائه".