تبادل السودان وجنوب السودان، الخميس، الاتهامات ففي الوقت الذي تحدثت فيه مصادر عن تعرض مناطق في ولاية (شرق دارفور) لاعتداءات قامت بها عناصر مسلحة انطلقت في هجومها من داخل أراضي جمهورية جنوب السودان، فيما جاء ذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس السوداني عمر البشير استعداده للقاء رئيس دولة جنوب السودان الفريق أول سلفاكيرميارديت بهدف الإسراع في إزالة العقبات التي تعترض تنفيذ اتفاق التعاون الشامل بينهما، بينما شن الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لجنوب السودان العقيد فيليب أقوير هجومًا لاذعًا على الحكومة السودانية، وقال أقوير في تصريحات عبر الهاتف من مدينة جوبا للـ"العرب اليوم" "إن معسكرًا يتبع للجيش الشعبي في ولاية شمال بحر الغزال تعرض لاعتداء من قوات الدفاع الشعبي التي تساند الجيش السوداني إضافة إلى هجوم بالطائرات التي قصفت منطقة تيرا دم، فيما أوقع الهجوم  قتلى في صفوف المواطنيين (3 نساء وطفلين )"، ووصف أقوير الاعتداء بأنه "تطور خطير وعمل مرفوض" لأنه حدث داخل أراضي السودان، ونفي أن تكون قوات الجيش الشعبي قامت بهجوم على مناطق في ولاية شرق دارفور الحدودية، مؤكدًا أن الجيش الشعبي ملتزم بتنفيذ الاتفاقات الحدودية الموقعة سابقا مع السودان. هذا وقد حمل أقوير الخرطوم عواقب ومسؤولية ما اسماه بـ"سلسلة متواصلة من الخروقات" ظلت تقوم بها ضد أراضي ومواقع داخل بلاده ،لكنه عاد وقال "إن الجيش الشعبي يملك الحق في الدفاع عن نفسه وعن أراضي دولة جنوب السودان".   واصفا إعلان الخرطوم المتكرر بأنه يلزمها بتنفيذ اتفاقها مع الجنوب بأنه "حديث للاستهلاك والتضليل السياسي فقط" ، فهي تعلن ذلك للإعلام وتفعل شيئًا  آخر على أرض الواقع، واصفا الأوضاع بين بلاده والسودان بأنها "تتجه نحو طريق المسدود بسبب مواقف الحكومة السودانية" لأنها لا تريد السلام والالتزام بالاتفاقات و الترتيبات الأمنية أو اتفاقية ضبط الحدود.  ويشير الواقع بحسب تصريحات أقوير إلى أنها تسعى لاحتلال أراضي تابعة لجنوب السودان بقوة السلاح لتفرض عليها الأمر الواقع بدلاً عن اللجوء إلى حل عبر الوسائل والقنوات الدبلوماسية الدبلوماسية.  وكشف الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لجنوب السودان عن قيام الجيش السوداني بتوغل في الثاني والعشرين من هذا الشهر أعقبه بأخر  أثناء احتفالات بلاده بأعياد الميلاد داخل أراضي ولاية أعالي النيل وقام باختطاف 17 مواطنًا من منطقة الرنك كانوا يمارسون العمل الزراعي ، وطالب أقوير الجيش السوداني بإطلاق سراحهم في اقرب فرصة ممكنة، مضيفًا أن العملية تمت يومي 24 و25 من هذا الشهر حيث يحتجز الجيش السوداني هؤلاء في ولاية النيل  الأبيض الحدودية نافيًا علمه بأي اتصالات سياسية بين الخرطوم وجوبا لمعالجة هذا الملف.  وكانت الخرطوم وجوبا اتفقا في أيلول/أيلول على وقف العمليات العسكرية واستئناف تصدير نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية إلا أن تنفيذ الاتفاق تعثر فيما بعد وكان رئيس الوزراء الإثيوبي هيلا مريام ديسالين اختتم زيارة إلي الخرطوم توجه بعدها إلي جوبا في محاولة لحل الخلافات وتقريب وجهات النظر إلا أن الاتهامات الجديدة التي أتت بعد ساعات من إعلان الرئيس السوداني عمر البشير استعداده للقاء رئيس دولة جنوب السودان الفريق أول سلفاكيرميارديت بهدف الإسراع في إزالة العقبات التي تعترض تنفيذ اتفاق التعاون الشامل بينهما، برأي البعض أعادت الأمور بين البلدين إلى مربعها الأول .