بيروت ـ جورج شاهين
استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر الثلاثاء، عددًا من الشخصيات العامة والمسؤولين، لتهنئته على تنصيبه كاردينالا من قبل البابا بنديكتوس السادس عشر، ومن بين هؤلاء سفيرة الاتحاد الأوروبي انجيلا ايخهورست، التي ناقش معها الأوضاع العامة، والنشاطات المقدمة إلى لبنان، إلى جانب وقع التطورات في سورية والمنطقة على لبنان. وعقب اللقاء قالت ايخهورست:" إن لبنان شريك مهم للاتحاد الأوروبي، إذ أن علاقاتنا عميقة جدا، ونتشاطر قيما مشتركة منذ وقت طويل، وفي هذا الإطار، ناقشنا مع غبطته آخر التطورات في لبنان، وسألته من بين أمور أخرى عن رؤيته لوضع المسيحيين في البلاد والمنطقة. والاتحاد الأوروبي متمسك بقوة باستقرار لبنان وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه وسلامة جميع طوائفه. وقد تطرقنا إلى الحوار بين الأديان ورسائل التسامح والأخوة التي أطلقها قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر خلال زيارته إلى لبنان في أواخر الصيف الماضي". وأضافت:"كذلك ناقشنا مسألة قانون الانتخاب، بما في ذلك ضرورة تلبية تطلعات اللبنانيين وتوقهم المشروع إلى التمثيل السياسي الصحيح من خلال انتخابات حرة ومنصفة تقام في موعدها، ووفق قواعد محدثة تتلاءم مع المعايير الدولية وتوصيات بعثات مراقبة الانتخابات الماضية". وتابعت:"ناقشنا أخيرًا وقع التطورات في سورية والمنطقة على لبنان، وقد نجح لبنان شعبًا ومؤسسات في إظهار إنسانية كبيرة عبر استقبال عدد كبير من اللاجئين الهاربين من أعمال العنف في سورية، ونحن نقدر عاليًا هذا التضامن، ويقدم الاتحاد الأوروبي للاجئين والجماعات المستضيفة والمؤسسات اللبنانية كل الدعم الممكن، على المستويات السياسية والمالية والمادية على السواء". وفي سياق منفصل، التقى الراعي السفير البريطاني طوم فليتشر، الذي هنأه برتبة الكردينالية، معربا عن تقديره وبلاده "لشخص غبطة البطريرك، وللدور الهام الذي يلعبه، خصوصًا على الصعيد الوطني من بذل جهود لمعالجة القضايا العالقة، وتقريب المسافات والدعوة إلى التلاقي بين كل الفرقاء اللبنانيين". وتمنى فليتشر "على صاحب الغبطة أن يحضر رسامة مطران كانتربري الجديد جاستين ويلي الذي يمثل رأس الكنيسة الأنغليكانية البروتستانتية في إنكلترا"، مشيرًا إلى "أن اللقاء كان مناسبة تحدثنا خلالها عن الوضع في لبنان.. لقد كانت سنة 2012 صعبة على اللبنانيين لما حملته من عدم استقرار في المنطقة، والجوار وسورية، ولكن لبنان أظهر بعضا من الاستقرار على الرغم من كل شيء، وهذا بفضل جهود رؤساء الطوائف الدينية الذين تحدثوا دائمًا عن روح التعايش والتسامح بين كل أطياف الشعب في لبنان". ولفت فليتشر، إلى "ضرورة الحفاظ على هذه الروح للعام 2013، لأنه ما من طريق آخر، فإذا فقدنا هذه الروح فإن ذلك سيشكل خطرًا كبيرًا على لبنان". واستقبل الراعي، وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء صاحب الغبطة وتهنئته والاستماع إلى أقواله.. لقد تبادلنا الحديث حول الوضع في لبنان والمنطقة وتأثيراتها على لبنان، وما يجب أن نتحلى به في الداخل من أجل الحفاظ على استقرار وأمن هذا البلد، ولمست كل الحرص من غبطته للحفاظ على الوحدة الوطنية في ظل هذه الظروف الحساسة التي تجتازها المنطقة ولبنان، وتوافقنا على أهمية التحلي بالحكمة والوعي بعيدًا عن التشنجات والمصالح الضيقة والفردية لأن مصلحة البلد ككل يجب أخذها في الاعتبار". وبعد الظهر، استقبل الراعي المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي يرافقه العميد روبير جبور، وكانت مناسبة للبحث في عدد من المواضيع المطروحة على الساحة اللبنانية.