أشاد وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي بمواقف الصين القوية من قضايا بلاده ومساندتها في المحافل الدولية، مشيرا خلال لقاء مطول مع وفد صيني برئاسة نائب وزير دائرة العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي الصيني لي جينجيون، إلى أن تنوع الاستثمارات الصينية في السودان دليل على تطور العلاقات بين البلدين. كما أشاد كرتي بتقدير القيادة الصينية وتفهمها للظروف الاقتصادية التي يمر بها السودان عقب انفصال دولة الجنوب وخروج عائدات النفط من موارده المالية، معربا عن أمله في أن تتوسع الاستثمارات الصينية في مجالات النفط والتعدين والزراعة. وأعرب عن بالغ شكره وتقديره للحكومة الصينية على القروض التي تم تقديمها للسودان والتي مكنته من إقامة مشاريع في مجال البنيات التحتية، موضحا أن الصين صديق وشريك اقتصادى إستراتيجي بالدرجة الأولى بالنسبة للسودان. كما قدم شرحاً مفصلا بشأن تطورات العلاقة بين السودان والجنوب، والمجهودات التي يقوم بها السودان لتنفيذ اتفاقيات التعاون التي تم توقيعها مؤخرًا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وطلب من الصين بصفتها صديق للطرفين لعب دور أكبر في حث دولة جنوب السودان لتنفيذ اتفاق التعاون الشامل وإقناع الطرف الجنوبي بأن الاستقرار يحقق فوائد اقتصادية لشعبي البلدين. كما بحث لقاء وزير الخارجية السوداني بالوفد الصيني تنسيق المواقف  بين البلدين على المستوى الدولي في القضايا محور اهتمام البلدين. من ناحيته، أبدى المسؤول الصيني حرص بلاده على تنمية وتطوير العلاقات مع السودان، مضيفا أن وصول العلاقات بين البلدين لهذه المرحلة المتطورة يعود في الأساس للأهمية الخاصة التي أولتها القيادة  العليا في البلدين لهذه العلاقة. وأكد أن بلاده تدرك التحديات التي تواجه السودان والتي فرضها انفصال جنوب السودان، مضيفا أنه يجب على البلدين تقديم رؤى جديدة للتعاون واكتشاف فرص جديدة للاستثمارات المشتركة، موضحا أن وفده يضم مسؤولين سيبحثون مع الجانب السوداني الترتيبات المتعلقة بالقروض والمنح الجديدة. ورحّب باتفاقيات التعاون بين السودان ودولة جنوب السودان، كما أعرب عن أمله في أن يتم تنفيذها بصورة سلسة ودون تعقيدا، كاشفا عن أن المبعوث الصيني كان قد أبلغ في زيارته الأخيرة المسؤولين في دولة الجنوب دعم الصين للحوار البناء والمباشر بين البلدين أو عبر آليات الاتحاد الأفريقي لإيجاد حلول للقضايا العالقة بينهما. وأضاف أننا أبلغناهم بأن تدويل النزاع ليس في مصلحة الطرفين، ومن الأفضل حل القضايا العالقة بينهما في الإطار الثنائي، موضحا أن الصين تدعو الأسرة الدولية لأن تعطي الطرفين مزيداً من الوقت لإيجاد حلول للمشكلات المختلف بشأنها.