دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في لبنان، الأحد، من أطلق عليهم "الدول المحرضة على الحرب في سورية"، إلى التوقف "عن فعلهم السيئ، لأنهم يرتكبون جريمة القتل والدمار والاعتداء على المواطنين الأبرياء وتهجيرهم"، فيما أعلن التضامن مع رابطة" كاريتاس ـ لبنان" لمساعدة النازحين السوريين. وخلال عظة الأحد، ألقى الراعي كلمة جاء فيها:"في ضوء الإنجيل، وتطبيقا لتعاليمه، تطلق كنائس لبنان الأحد، مع رابطة (كاريتاس ـ لبنان)، يومًا تضامنيًا مع إخوتنا النازحين من سورية، وهم بعشرات الألوف". وفيما أشار إلى أوجُه التعاون معهم قال:" نتضامن معهم إنسانيًا في جرحهم ووجعهم، ونتضامن معهم وطنيًا في قضيتهم، رافعين الصلوات من أجل إيقاف العنف والحرب والتهجير، وحل النزاع بالطرق السلمية، بالحوار والتفاهم والوفاق". وأضاف الراعي:"نتضامن معهم ماديًا واجتماعيًا، مشاركين في مساعدتهم ماليًا وعينيًا وخدميًا، وفقا للوسائل التي ترسمها (كاريتاس ـ لبنان)، وقد وجهنا، باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، نداء لهذه الغاية، وطلبنا تخصيص الصواني في الكنائس وجمع التبرعات في الدور والمدارس والمؤسسات وتسليمها إلى رابطة (كاريتاس)، لكي تتابع مساعدتها للنازحين". وتابع:"إننا في يوم التضامن مع الإخوة النازحين من سورية، نناشد ضمائر المتقاتلين على أرضها، الذين يتسببون بالدمار والقتل والتهجير، أن يتقوا الله ويخافوه، ويوقفوا جريمة القتل والتنكيل بالمواطنين الأبرياء وتدمير ما بنته الحضارة وأصبح ملكا للبشرية جمعاء وللتاريخ"، مؤكدًا أن من الجبن "الاستقواء بالسلاح واستعماله دون رادع من ضمير، أما الجلوس على طاولة التفاوض وإيجاد الحلول للنزاع بالحوار والوفاق، فبطولة وكبر في النفس". وواصل: "نناشد مسؤولي الدول التي تحارب في سورية، عن طريق مد المال والسلاح والعتاد سواء للنظام أو للمعارضة، وهذا أصبح مكشوفًا، بالتوقف عن فعلهم السيئ والتحريضي، لأنهم يرتكبون جريمة القتل والدمار والاعتداء على المواطنين الأبرياء وتهجيرهم، ويتحملون المسؤولية أمام محكمة الضمير والتاريخ"، كما ناشد الراعي الأسرة الدولية ومنظمة الأمم المتحدة أن تقوم بمسؤوليتها كمؤسسة "وُجِدت بعد الحرب الكونية الأولى، وتحديدا في 26 حزيران/ يونيو 1945؛ من أجل هدف أساسي جوهري هو حفظ السلام بين الشعوب وتوطيد عناصره، وإنماء علاقات الصداقة في ما بينهم على أساس مبادئ المساواة والاحترام المتبادل، والتعاون المتعدد الوجوه في قطاعات العيش معًا، لاسيما في الاقتصاد والاجتماع والثقافة والتربية والصحة".  وناشد الراعي، اللبنانيين "التوقف عن المراهنة، سواء على المعارضة أو النظام"، قائلاً:" إنهم برهانهم يعطلون سير الحياة العامة في لبنان، ويشلون القرارات الوطنية، ومن بينها وضع قانون جديد للانتخابات النيابية، ويتسببون في هجرة المواطنين وفقدان الثقة بهم وبالوطن الأم، ونطالبهم بتحمل مسؤولياتهم تجاه الدولة اللبنانية وشعبها، وبالقيام بدور إيجابي يدعو إلى حل النزاع في سورية بالحوار والتفاهم وبسائر الوسائل السلمية". وبينما ناشد النازحين بحفظ الجميل للدولة اللبنانية وشعبها ومؤسساتها ناشد المسؤولين في الدولة اللبنانية "ضبط الحدود، وإحصاء النازحين، واتخاذ كل التدابير لمنع تسرب السلاح إلى لبنان، ولإحباط كل محاولة ممكنة لمؤامرات على أرضه سواء للداخل أو للخارج، ولتجنب أي استغلال للنازحين طائفيا أو مذهبيا أو سياسيا، والعمل مع الدول المعنية ومنظمة الأمم المتحدة على عدم تحميل لبنان أعدادًا من النازحين تفوق قدرته الاجتماعية والاقتصادية، ومساحته ومعدل سكانه، وبالتالي العمل على توزيع النازحين على الدول المحيطة وسواها".