بدأت دولة جنوب السودان سحب قواتها من منطقة حدودية مع السودان في خطوة لإقامة منطقة عازلة بين البلدين لتطبيق اتفاق التعاون الذي سيسمح أيضا بضخ النفط الجنوبي عبر الشمال. وخرج آلاف من الجنود المسلحين بالبنادق ومدافع الهاون وقاذفات الصواريخ إلى خارج بلدة بحيرة جاو. وقال كوانغ شول قائد الفرقة الرابعة في الجيش الشعبي لتحرير السودان إن الانسحاب يأتي تنفيذا لأمر أصدرته حكومته بسحب القوات لمسافة عشرة كيلومترات وفق ما تم الاتفاق عليه في وقت سابق هذا الشهر في مفاوضات السودانين بأديس أبابا. وبحسب شول فإن السحب سيبدأ بتحريك المشاة يتبعه الشاحنات والمدفعية. ومن جهته أكد المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير أن ثلاثة آلاف جندي انسحبوا، وسيتم سحب القوة المتبقية في وقت لاحق هذا الشهر. وتابع أقوير أن هناك شعورا بالقلق بين السكان خشية مهاجمة مليشيات المنطقة بعد خروج قوات الجيش الشعبي. ووفقا لجدول زمني وافق عليه الطرفان, فإنهما سينهيان انسحابهما من المنطقة العازلة بحلول يوم 5 أبريل/نيسان المقبل، وينص الاتفاق المبرم السبت في أديس أبابا على البدء في تشكيل لجان المراقبة للحدود, والعمل على إنشاء المنطقة العازلة بين البلدين. وانفصل جنوب السودان عن السودان في يوليو/تموز 2011 وفقا لاستفتاء على تقرير المصير ضمن اتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005، لكن البلدين ظلا يتنازعان بشأن عدد من القضايا في مقدمتها الحدود التي تمتد لمسافة ألفي كيلومتر ورسوم عبور النفط الجنوبي عبر السودان ومنطقة أبيي المتنازع عليها والجنسية والديون الخارجية.