القاهرة ـ العرب اليوم
دعا حزب "النور" الذراع السياسي للدعوة السلفية في مصر، الاثنين، إلى وقف الهجوم الفرنسي على مالي فوراً، واعتماد الحل السياسي للأزمة هناك. وطالب الحزب، في بيان أصدره اليوم، الحكومة المصرية والمجتمع الدولي، ومنظمة التعاون الإسلامي، والدول الأفريقية، بـ"السعي الجاد لإيقاف العدوان الأجنبي الفرنسي علي مالي فوراً، والعمل المخلص لتحقيق المصالحة وتبني الحل السياسي، والجلوس على مائدة الحوار للوصول إلى تفاهم مُرضٍ لجميع الأطراف". واعتبر أن "التدخّل الأجنبي السافر في الشأن الداخلي لجمهورية مالي، أمر في غاية الخطورة يُنذر بتعميق حالة الفوضى وإقرار شريعة الغاب التي تقرِّر حق الدول القوية التدخّل في شأن الدول الأضعف، وهو ما لا يزال المجتمع الدولي يعاني من آثاره حتى اليوم". كما حذَّر الحزب من أن "التدخّل العسكري الفرنسي حتماً سيكون له تداعيات وآثار كارثية من قتل المدنيين الأبرياء وتدمير البيوت الآمنة وتشريد العائلات والأطفال والنساء، والتسبّب في مأساة إنسانية عالميةٍ جديدة، إضافة إلى امتداد رُقعة الفقر والمجاعة التي تعاني منها مالي وأغلب دول القارة الإفريقية". واستطرد قائلاً "إذا كانت فرنسا تعتبر مقتل نحو 100 ألف أو يزيد من السوريين على يد نظام (الرئيس السوري) بشار (الأسد) فاقد الشرعية، شأناً داخلياً، فلماذا الكيل بمكيالين في قضية مالي؟". وفي سياق متصل، استنكر حزب "النور" ما سمّاه "السكوت المريب للدول العربية والإسلامية بشأن هذا العدوان الأجنبي على دولةٍ مسلمة"، معتبراً أن "الأمر وصل ببعض هذه الدول إلى دعمه وتأييده"، مطالباً وزارة الخارجية المصرية بلعب دور إيجابيٍ مؤثر يليق بحجم مصر ومكانتها في "إنهاء العدوان" والتوسّط لحل الأزمة. وقال الحزب إنه "يتفهَّم جذور المشكلة وتطوراتها في مالي منذ بدايتها، ويرى عدم جواز خطف أو قتل أو الاعتداء على المدنيين أفراداً وهيئات ومنشآت بصفة عامة والدبلوماسيين بصفة خاصة الذين دخلوا البلاد بطريقة مشروعة، لكنه في الوقت نفسه يرى أن القوة العسكرية لن تُفلح في حل المشكلة، وإنما ستزيدها تعقيداً، وستفتح الباب أمام عودة الاستعمار الأوروبي لاستنزاف واستغلال الموارد الطبيعية للقارة الإفريقية". وكان مئات من المنتمين للتيار السلفي وقوى إسلامية أخرى تظاهروا، يوم الجمعة الفائت، بمحيط السفارة الفرنسية بالقاهرة، احتجاجاً على التدخل العسكري الفرنسي على مالي (غرب أفريقيا). ويقوم الطيران الحربي الفرنسي وقوات برية تعاون وحدات من الجيش النظامي في مالي بقصف معاقل إسلاميين متشددين شمال البلاد، حيث تمكّنت من استعادة بعض المواقع من سيطرة المتشددين، أهمها مدينة "ديابالي".