الخرطوم ـ عبدالقيوم عاشميق
وقّع الداعية الإسلامي السوداني البارز رئيس حزب "الوسط" يوسف الكودة، على وثيقة "الفجر الجديد" في احتفال في العاصمة الأوغندية كمبالا، بحضور عدد من قيادات "الجبهة الثورية" والقوى الموقعة على الوثيقة. وأكد بيان مشترك وقّع عليه رئيس "الجبهة الثورية" مالك عقار، ويوسف الكودة، أن "القضايا محل الخلاف بين القوى السياسية السودانية تخضع إلى مزيد من الحوار، ويفضل إرجاء الفصل في القضايا المحورية الكبرى مثل نظام الحكم وعلاقة الدين بالدولة وغيرها، إلى المؤتمر الدستوري، معتبرا أن حزب الوسط حزب مسجل وفق قانون الأحزاب، ويعتمد على النضال السلمي الشعبي والحوار وسيلة للتغيير". فيما قال الكودة إنه "قرر المجئ إلى كمبالا، بعد دعوة تلقاها من القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي التوم هجو، الذي انضم للجبهة، إضافة إلى أن الأوضاع في البلاد وصلت لدرجة لم يعد من الممكن السكوت عليها"، وكذلك وجه الداعية الإسلامي انتقادات إلى الحزب الحاكم في السودان "المؤتمر الوطني"، في الوقت الذي أكد فيه رئيس "الجبهة الثورية" مالك عقار، أن "وثيقة الفجر الجديد" ليست نهائية وقابلة للحوار لهدف بلورة اتفاق وطني على قيم ومبادئ تكون أساسًا للتعايش السلمي بين مكونات السودان وتحافظ على وحدته. في السياق ذاته قال رئيس هيئة علماء السودان البروفيسير محمد محمد عثمان صالح، في تصريحات لـ"العرب اليوم"، الجمعة، في تعليقه على انضمام الكودة أحد أعضاء الهيئة إلى الوثيقة التي رفضتها الحكومة السودانية، إن "الهيئة لم تبحث بعد مصير الدكتور يوسف الكودة، وإنها ستجتمع الأيام المقبلة لبحث الأمر، وإصدار بيان بشأنه للجمهور، وإن فصل الدين عن الدولة كما جاء في وثيقة الفجر الجديد خروج عن الدين، ومن ارتضى أن يحتكم إلى غير حكم الله، وهو يعلم بأن الله أوجب الحكم بما أنزل، فإنه خارج عن الدين". واشار إلى أن "الهيئة قبل أن تصدر قرارها بشأن عضوية الدكتور الكودة، ستتحقق إن كان قد وقع على الوثيقة أم لا، فإن كان قد وقّع فعلاً فإن الهيئة لن تجامل أحدًا ثبت اشتراكه في عمل خطير كهذا". ويقول الباحث والمهتم بشوؤن الجماعات الإسلامية في السودان، المهندس سليمان صديق، في تصريحات لـ"العرب اليوم"، إن "البعض يتحسب للربيع السوداني، ولذلك بدأ في تغيير بعض مواقفه في انتهازية واضحة، وأن هناك محاولة لاصطياد المعارضة الإسلامية التي بدأت تظهر أخيرًا، وآخرها المحاولة الانقلابية الأخيرة على الخرطوم، والمذكرات التي تطالب بالتصحيح والإصلاح"، مضيفًا أن "هناك طائفة ثالثة لا أستثني منها أحد بما في ذلك الإسلاميين، لديها صلات بجهات أجنبية لديها مصلحة في إسقاط النظام الحاكم الآن في السودان، وأن "هناك إستراتيجية غربية موضوعة لمحاربة ما تُسميه "الأصولية الإسلامية" بتشجيع بعض الطوائف الإسلامية على بعض، كما أن الغرب قد ذكر أن من بين الجهات التي يمكن التعاون معها الإسلاميون الإصلاحيون والوسطيون وبعض الجماعات الصوفية، والدليل على ذلك الاتصالات التي تمت في الآونة الأخيرة بواسطة سفراء غربيون وجهات أجنبية بجماعات إسلامية سودانية". وشنت الحكومة السودانية والحزب الحاكم حملة على الموقعين على "وثيقة الفجر الجديد" من الأحزاب المعارضة، وقالت إن "الخطوة تصعيد في غير محله"، في حين هدد رئيس مجلس شوؤن الأحزاب لسياسية محمد آدم في تصريحات له، بأن "المجلس سيتخذ الإجراءات القانونية ضد من تثبت مشاركته الفعلية في التوقيع على "وثيقة الفجر الجديد".