أكد ألكسندر دزاسوخوف رئيس جمعية الصداقة الروسية السورية عمق ومتانة أواصر الصداقة والتضامن التي تربط الشعبين الروسي والسوري معربا عن إدانته الحازمة للأعمال الإرهابية في سورية التي كان آخرها التفجير الهمجي في جامعة حلب أمس. وقال دزاسوخوف خلال لقائه أمس في موسكو وفد مجلس الشعب في سورية برئاسة الدكتور فائز الصائغ رئيس لجنة الصحافة والطباعة والنشر في المجلس:" إن سورية تتعرض لحربين إحداهما الحرب الإرهابية السافرة باستخدام جميع أنواع الأسلحة والثانية حرب إعلامية تضليلية خادعة". وأعرب دزاسوخوف عن أسفه لكون بعض البلدان العربية تكتب اليوم صفحة سوداء في تاريخها بموقفها من سورية ولكن سيظهر جليا بعد مرور الوقت أنها كانت على خطأ كبير في موقفها. وانتقد رئيس جمعية الصداقة الروسية السورية مواقف الحكومة التركية العدوانية من سورية والتي تسيء إلى الشعبين السوري والتركي معا واقترح تفعيل العمل مع المنظمات البرلمانية والاجتماعية والنقابية الدولية في مختلف بلدان العالم ومناشدتها لعقد محافل دولية واسعة للوقوف إلى جانب سورية وإدانة الممارسات الإرهابية فيها. بدوره أعرب الدكتور الصائغ عن الشكر والتقدير للمواقف الروسية الثابتة والنزيهة وقال:" إن الأزمة في سورية قدمت دليلا تاريخيا قاطعا يثبت عمق العلاقات والروابط بين بلدينا" مشيرا إلى أن المحنة التي تعاني منها سورية حاليا والفيتو الروسي في مجلس الأمن لا يشكلان مجرد امتحان لهذه العلاقات والروابط فحسب ولكنهما يؤسسان أيضا لآفاق واعدة من العلاقات الوثيقة بين الشعبين السوري والروسي. وأضاف إن الغرب أراد حشد الإرهابيين من جميع دول العالم على الأرض السورية بمساعدة قطر والسعودية وتركيا بحيث تدور المعركة على الأرض السورية فقط وهذا ما يصب في المصلحة الغربية لإضعاف وتقويض الدولة السورية أولا والتخلص من الإرهابيين ثانيا وإبعادهم عنها والدليل على ذلك أن الغرب ليس في عجلة من أمره لإنهاء الأزمة. وأشار الصائغ إلى أن الصحافة الغربية راحت تتحدث حاليا عن خطورة المجموعات الإرهابية المسلحة الموجودة في سورية لافتا إلى أن الغرض من نصب منظومات صواريخ باتريوت على الحدود التركية السورية ليس موجها ضد سورية وحدها وإنما ضد روسيا أيضا. من ناحيته تقدم السفير السوري لدى روسيا الدكتور رياض حداد بالشكر إلى جمعية الصداقة السورية الروسية مشيرا إلى أن الجمعية قامت وتقوم بالكثير والكثير جدا من أجل تعزيز العلاقات بين بلدينا المبنية على المحبة والاحترام المتبادل وهي جسر حقيقي للتواصل بين الشعبين. وأكد الدكتور حداد أن روسيا تدافع عن مبادئ الحق والعدالة والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسوف ننتصر بجهود شعبنا الأبي وجيشنا الباسل وكذلك بفضل دعم الشعب الروسي والقيادة الروسية. بدورهم تحدث أعضاء الوفد السوري والمشاركون في اللقاء مع الجانب الروسي عن أهمية المواقف الثابتة والحازمة التي تتخذها القيادة الروسية وأشادوا بجهود جمعية الصداقة السورية الروسية لشرح الحقيقة وإيصالها إلى جماهير الرأي العام الروسي الواسعة. ويضم وفد مجلس الشعب إلى موسكو إلى جانب الدكتور الصائغ كلا من فاديا ديب رئيسة لجنة الشؤون العربية والخارجية والدكتور عمار بكداش رئيس لجنة القوانين المالية وعمر أوسو رئيس لجنة المصالحة الوطنية ووليد الصالح رئيس لجنة التوجيه والإرشاد وإبراهيم المحمود رئيس لجنة الأمن القومي وحسين حسون رئيس لجنة لموازنة والحسابات.  الشعب السوري يدافع عن استقلال وسيادة بلده ومن يفكر بإمكانية تجزئة سورية واهم وفي تصريح لمراسل سانا أعرب دزاسوخوف عن شجبه وإدانته للجريمة النكراء التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق الطلبة والمدرسين في جامعة حلب مؤكدا أن سورية عصية على التجزئة بوجود شعبها الذي يدافع عن سيادتها واستقلالها. وقال رئيس جمعية الصداقة السورية الروسية:" إن الشعب الروسي تابع باهتمام بالغ كلمة الرئيس بشار الأسد التي تضمنت دعوة للحوار بهدف وقف سفك الدماء في سورية وحل الأزمة بالطرق السلمية". وأضاف دزاسوخوف:" أن ما حصل في جامعة حلب جريمة نكراء ضد هذه الجامعة الشهيرة استشهد على إثرها الكثير من الناس طلابا ومدرسين ومواطنين آمنين". وتابع قوله:" إننا نعبر عن تعازينا القلبية لكل الشعب السوري ولأهل وأقارب الشهداء وفي الوقت ذاته نعبر عن احتجاجنا وإدانتنا لهذه الجرائم الإرهابية وأعتقد أن الإنسانية اقتربت جدا من ذلك الحد الذي يجب أن تقوم عنده بصياغة الاستنتاجات الجدية عما يجري من أحداث ضد سورية". وأوضح دزاسوخوف أنه إذا تابع في المستقبل أعداء التسوية السلمية ووقف هدر الدم السوري موقفهم اللامبالي من حل الأزمة بالطرق السلمية أينما كانوا قريبين أو بعيدين عن دمشق فإن موجة جديدة من الجرائم الإرهابية لن تجتاح سورية فحسب بل العالم أجمع وجميع بلدان المنطقة مؤكدا أنه يجب قول الحقيقة بأن الشعب السوري الصامد البطل يدافع عن استقلال وسيادة بلده. وفي استعراضه للموقف الروسي قال دزاسوخوف:" إن موسكو تنتهج سياسة ثابتة ومبدئية مؤكدا انه لا بديل عن بيان جنيف للخروج من الوضع بالطرق السلمية وإن من يفكر بأنه تمكن تجزئة سورية بالشكل الذي حصل للأسف في بلدان أخرى فهو واهم جدا في موقفه حيث تتجلى الصورة السورية بوضوح كبير في وحدة شعب من طوائف ومذاهب مختلفة ومن شرائح اجتماعية مختلفة وهو ما يجب أخذه بعين الاعتبار ونتمنى أن يصغي العالم إلى نداءات التسوية السياسية السلمية في سورية". الأركان العامة الروسية: التدخل العسكري الخارجي في الشؤون السورية سيكون له عواقب كارثية على المنطقة من جهته أكد رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف مجددا موقف روسيا الداعي إلى أن يحل السوريون مشاكلهم بأنفسهم محذرا من أن أي تدخل عسكري خارجي سيكون له عواقب كارثية على المنطقة. وأعرب غيراسيموف خلال مؤتمر صحفي عقد أمس في أعقاب اجتماع مجلس "روسيا-الناتو" في بروكسل عن قلق روسيا إزاء خطط نشر صواريخ باتريوت في تركيا محذرا من أن أي حشد للأسلحة وخاصة في المناطق التي تواجه أزمات يشكل أخطارا إضافية. وقال غيراسيموف:" هناك خطر آخر مرتبط باحتمال تدبير استفزازات تجاه الأسلحة أو العسكريين المشغولين بصيانتها كما يثير تصميم القوى المعتمدة على حل عسكري للنزاع قلقا مضيفا أن الأركان العامة الروسية تتابع الأوضاع الخاصة بصواريخ باتريوت على الرغم من أن " شركاءنا يعلنون أن وسائل الدفاع الجوي هذه لن تستخدم في فرض أي مناطق محظورة للطيران فوق سورية".