بيروت ـ جورج شاهين
ناقشت رئيسة بعثة العلاقات مع بلدان المشرق في البرلمان الأوروبي النائب ماريزا ماتياس من اليسار المتحد الأوروبي -البرتغال، الأزمة في سورية وتداعياتها على السياسة والمجتمع في لبنان، وأزمة اللاجئين والإصلاح الانتخابي"، مؤكدة "دعم البعثة بقوة للجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية للمحافظة على استقرار لبنان وأمنه وسلامه أراضيه". وقدرت ماتياس في مؤتمر صحافي عقدته في مقر الإتحاد الاوروبي في بيروت، سياسة الحدود المفتوحة وجهود لبنان لمساعدة اللاجئين السوريين بالتنسيق مع المنظمات الدولية. واقرت بالعبء السياسي والأمني والاقتصادي الكبير على لبنان بسبب الارتفاع السريع في أعداد اللاجئين، بالإضافة إلى وجود اللاجئين الفلسطينيين. وجددت التزام الاتحاد الأوروبي الوقوف إلى جانب لبنان ودعمه بكل الوسائل الممكنة لمواجهة هذا التحدي الكبير الذي يتخطى قدراته بشكل ملائم. واثنت على الجهود الممتازة والحثيثة لهيئات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الإنسانية ودعت الجهات المانحة، خصوصا بلدان الخليج، إلى التعاون بشكل أوثق مع المنظمات الدولية لزيادة فاعلية المساعدات وضمان استمرار تقديمها بما يصب في مصلحة الفئات الأكثر ضعفا. ولفتت ماتياس الى ان "البعثة ترحب بعملية الإصلاح الانتخابي الجارية وتعرب عن أملها في أن يتم اعتماد قانون انتخابي شامل جديد في وقت قريب، بما يخدم بأفضل صورة المصالح الديمقراطية للشعب اللبناني في الفترة الفاصلة عن انتخابات حزيران/ يونيو 2013. وحثت الأطراف اللبنانية على تشجيع مشاركة المرأة في الحياة السياسية وعملية صنع القرار وزيادتها". واشارت الى انها تدرك التحديات التي يواجهها لبنان مع ازدياد اعداد النازحين مؤكدة التحرك بسرعة وفعالية من اجل تقديم دعم ومساعدات مالية اكثر لمحاولة ايجاد حل لهذا الموضوع الشائك، ومن الإقتراحات الدعوة لإجتماع طارىء بين البرلمان والمفوضية للنظر بما يمكن فعله". ولفتت الى انها اعطت لبنان مساعدات بقيمة 44 مليون يورو مخصصة للنازحين السوريين، ولكن في الوقت نفسه هناك عدد من الدول الأعضاء في الإتحاد ساهمت بتقديم مساعدات اضافية، كما بلغت المساعدات المخصصة للنازحين السوريين على مستوى المنطقة اي في الدول المجاورة لسورية، نحو 400 مليون يورو". بدوره، أثنى النائب النمساوي المستقل فرانز أوبيرماير على "حسن استقبال اللبنانيين، وعلى ابقاء لبنان حدوده مفتوحة"، معتبرا انه "يتوجب على المنظمات الدولية التي تقوم بعمل ممتاز في لبنان ان تستمر في عملها وتزويدها بكل الإمكانات"، متمنيا ان "تكون الإنتخابات التي ستنظمها السلطات ناجحة". وزارت البعثة التي ضمت ، النائب رودي كراتسا من مجموعة حزب "الشعب الديمقراطي" اليونان ، والنائب سجاد كريم من المحافطين والإصلاحيين الأوروبيين المملكة المتحدة، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ، كما زارت وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل وعرض معهم ملفي الانتخابات والنازحين السوريين والفلسطينيين الى لبنان. وأوضح الوزير شربل خلال اللقاء ان ملف النازحين يتجاوز قدرة لبنان على تحمل أعبائه الاقتصادية والاجتماعية ، طالبا من المجتمعين الدولي والعربي بالوقوف الى جانب لبنان ودعمه ماديا ومعنويا ليتمكن من معالجة هذه القضية الانسانية ، مشيرا الى تأليف لجنة أمنية تتابع عملها بالتعاون مع المحافظين والقائمقامين والبلديات والمخاتير لتخفيف انعكاسات النزوح على لبنان . وكان الوفد التقى صباحا قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة في حضور سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان انجيلينا ايخهورست، وتناول البحث التطورات الراهنة وعلاقات التعاون بين الجيش اللبناني وجيوش دول الاتحاد الاوروبي.