الخرطوم ـ أ.ف.ب
قتلت ميليشيات عربية اكثر من 50 شخصا بنيران الرشاشات الثقيلة في اقليم دارفور السوداني السبت، بحسب سكان، في استمرار للاضطرابات التي تسببت بتشريد اكبر عدد من الاهالي منذ سنوات. وقال احد سكان مدينة السريف التي فر اليها اغلب المتضررين من القتال بين القبائل وعددهم نحو 100 الف شخص "لقد جاؤوا بعربات لاند كروزر، واستخدموا رشاشات الدوشكا واحرقوا 30 منزلا وقتلوا 53 شخصا". واكد مواطن اخر اصيب بجروح ان عدد الضحايا بلغ 53 قتيلا. وقال الرجلان اللذان طلبا عدم كشف هويتهما، ان المهاجمين ينتمون الى ميليشيا قبيلة الرزيقات التي تقاتل ميليشيات عربية منافسة من جماعة بني حسين منذ مطلع كانون الثاني/يناير الماضي في منطقة منجم جبل عامر الذي يستخرج منه الذهب في ولاية شمال دارفور. واضاف احد الرجلين "نحن الان في المقبرة ندفن بعض القتلى ومن بينهم امراتان وطفلان". ولم يتسن الاتصال بمسؤولين من بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي بدارفور للتعليق على الهجوم. وذكر مصدر في قبيلة الرزيقات انه سمع عن "توتر" الا انه لا يملك تفاصيل. وتؤكد هذه الهجمات الطبيعة المتغيرة للعنف في دارفور الذي بدأه متمردون من القبائل غير العربية قبل عشر سنوات تمردا ضد نظام الخرطوم الذي يهيمن عليه العرب. وكان التيجاني السيسي، المسؤول الحكومي الاول في دارفور، صرح لفرانس برس الاسبوع الماضي بان "الامر الاساسي في دارفور الان ليس هجمات المتمردين ولكن العنف العرقي". واعترف السيسي بان المليشيات المرتبطة بالحكومة في شمال دارفور "ارتكبت فظائع بحق المدنيين الابرياء" ولكنه قال انه يجب حل تلك المليشيات بموجب اتفاق سلام الدوحة الذي وقعته الحكومة مع تحالف حركات. ورفضت حركات التمرد الرئيسية في دارفور اتفاق السلام الذي جرى توقيعه قبل عامين في الدوحة بين الحكومة السودانية وتحالف من حركات اخرى في دارفور. وقال السيسي "اجمالا الوضع الامني في دارفور تحسن". وفي اواخر كانون الثاني/يناير قالت منظمة العفو الدولية ان ضباطا في قوات الامن السودانية متورطون في اولى الهجمات في جبل عامر والتي ادت الى مقتل 200 شخص. واندلع القتال عندما حاول زعيم قبيلة الرزيقات، الضابط في قوات حرس الحدود السودانية، الاستيلاء على منجم للذهب داخل حدود مناطق بني حسين، بحسب المنظمة. وقالت المنظمة ان "مسلحين يستقلون عربات حكومية فتحوا النار على مواطنين اغلبهم من بني حسين في منطقة كبكابيه بشمال دارفور وكانوا يستخدمون اسلحة ثقيلة". واضافت ان "هذه الحوادث تقع فيما تحاول الحكومة السيطرة بشكل أكبر على رخص التنقيب عن الذهب وتصديره للحصول على العملات الصعبة في ظل انخفاض احتياطها من النقد الاجنبي والحديث عن تهريب الذهب". وصرح مصدر يعمل في مجال الاغاثة لفرانس برس ان بني حسين رفضوا دفع الرسوم التي فرضتها الحكومة مؤخرا على التنقيب عن الذهب والتي تبلغ "مبالغ طائلة". ويعيش اكثر من مليون شخص في مخيمات جراء النزاع في دارفور. وفي حادث منفصل قتل اربعة مديين واصيب 37 اخرون في قصف للطيران السوداني لقرية دريب الريح، بحسب بيان لمنظمة حقوقية. وقدم المركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام اسماء الضحايا، ومن بينهم طالبان وامرأة ورجل. وقال المركز ان "اكثر من 150 عائلة فرت من الهجمات". وقال احد مواطني نيالى لفرانس برس انه حضر دفن الضحايا الاربع الذين قتلوا في قصف جوي جنوب شرق مدينة نيالى عاصمة الاقليم. واعلن المتمردون انهم قاتلوا القوات الحكومية عند حدود مدينة نيالى الخميس. ولم يتسن الحصول على تعليق من الجيش السوداني ولكن المتحدث باسمه نفى الاسبوع الماضي حصول قصف جوي في دارفور.